«البرلمان لا يخلو فقط من المثقفين بل يخلو من كل من هو جدير بهذا المقعد» هكذا بدأ الناقد والباحث الأكاديمي الدكتور صلاح السروي، حيثه ل«البديل» مشيرا إلى أن البرلمان المقبل سيحتوي على من هم ليس لديهم رؤية وأن السواد الأعظم منه هم رجال الأعمال وبرلمان «البلطجية» – إلا من رحم ربي- وعلى يدية ستنتكس كل أمال وأحلام الشعب المصري التي طالما طالب بها بعد ثورة 25 يناير. حول مستقبل مجلس النواب قال «السروي» إنه برلمان مسخ ولا ينبئ بأي خير وسيخلو من المعارضة الحقيقية لأنه جاء لمساندة الرئيس والوقوف بجانبه، وعن تعيينات الرئيس «هل سيكون بها أحد المقفين أم لا؟» أوضح الباحث الأكاديمي أن جميع اختيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي من صندوق مبارك وشاهدنا ذلك في الحكومة السابقة التي شكلها رجل الحزب الوطني إبراهيم محلب، وكذلك الحكومة الجديدة التي جاء بها من هم ليسوا على دراية بمشكلات الشعب الذين افتقدوا الرؤية والهدف، متابعا أن هذا أكبر دليل على أن مبارك رحل بجسده فقط لكن مازال فكره وعقلة يتحكمون في مصير هذا الشعب. فيما تُعبر نتائج المرحلة الاولى عن إشكالية كبرى خاصة وأن كل المؤشرات تدل على أن نتائج المرحلة الثانية لن تختلف كثيرا عن سابقتها فهناك وجهة نظر تعتبر أن وجود غالبية لأكثر من 95% من مقاعد البرلمان مؤيدة تأييدا مطلقا للرئيس ولنظام الحكم وللحكومة التى سيقوم بتشكيلها هو فى صالح الرئيس ويساعده على تنفيذ قرارته وعدم عرقلة خططه، أما وجهة النظر الأخرى فترى أن أصحاب هذه النظرة لديهم قصور فى الرؤية ولا يرون إلا بعين واحدة ولم يتعظوا مما حدث سابقا عندما أراد جمال مبارك وأحمد عز فرض برلمان أُحادى الرؤية، برلمان بلا معارضة حقيقية، فكانت النتيجة سخطا عاما وعدم اعتراف الشارع المصرى بشرعية هذا البرلمان. «الشاعر محمد عبد القوي حسن» مقرر شعبة العامية باتحاد كتاب مصر، قال إنه من المفترض أن يمثل المثقفين واحدا من المهمومين بالثقافة وليس مسيسًا، لأنه هو الآخر قارئ للمشهد السياسي، وتوقع أن يكون البرلمان المقبل خالي من صوت قوى يزلزل أركان المجلس بفكر واع وثقافة عالية، حيث أنه سيطرت حالة من الركود، وأصحاب الأموال بدأ يعلو صوتهم، والأصوات تباع وتشترى. وتابع عبد القوى، أن الأحزاب الهشة هي التي استعدت للانتخابات بدون جدوى أو ثقل على أرض الواقع، مع غياب المثقف الحقيقي والأديب والشاعر لأنه صاحب الضمير الحي، مؤكدًا أن معظم الأدباء والمثقفين لا يستطيعون التطبيع مع السياسة، ولم يجدوا مناخًا صحيحًا على أرض الواقع للمشاركة في العملية السياسية. فيما سلطت الصحف العالمية الضوء على «مسرحية» انتخابات مجلس النواب حيث اجتمعت الصحف على فشل كل وسائل النظام الحالي التى كانت تستهدف دفع المواطنين للمشاركة فى الانتخابات، وأكدت الصحف أن أول برلمان يتم انتخابه بعد «30 يونيو» سيكون مواليا للنظام بشكل تام، بعد أن تم إقصاء كل المعارضين الحقيقيين من المشهد السياسي في البلاد. «البرلمان المقبل في مصر سيكون غير قادر على تشكيل أي تهديد يذكر على السلطة» هكذا قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، متابعه أن النواب الجدد سيكونون منشغلين بالسعي وراء مصالح أبناء مناطقهم بشكل أكبر من التشريع أو مراقبة الحكومة والرئيس. وأشارت الصحيفة إلى أن نسبة التصويت في الجولة الأولى بلغت 26.5 بالمئة، حسبما أعلنته اللجنة العليا التي تولت إدارة العملية الانتخابية، وهو ما يقل عن نصف معدل الإقبال في الانتخابات البرلمانية التي تلت ثورة يناير 2011 بعدة أشهر وهيمن عليه الإسلاميون، إضافة إلى أن النساء وكبار السن شكلوا الجانب الأكبر من الناخبين، فيما غاب الشباب تماما عن المشهد، معربين عن خيبة أملهم المتزايدة في تحسن الأوضاع. أما شبكة «يورو نيوز» الإخبارية العالمية، فقالت إن الكثيرين في مصر يعتقدون أنه دون مشاركة مرشحي الإخوان المسلمين في الانتخابات فإنه لم يعد هناك بدائل حقيقية للاختيار من بينها بعد أن تشابه معظم المرشحين، مضيفة أن تقريرها حول الانتخابات البرلمانية، وضعف الإقبال على التصويت شوه جولة الإعادة، مرجعة ذلك إلى لا مبالاة الناخبين بسبب تشابه معظم المرشحين في البرامج والتوجهات؛ حيث لم يبق في معظم الدوائر إلا الوجوه القديمة من أعضاء الحزب الوطني.