لم يكن يعلم الخديو عباس حلمي الثاني حين أنشأ أول خط ترام بالإسكندرية في سبتمبر 1897، أنه سيكون سببا فى مصرع العشرات، كان آخرهم صعق 8 أشخاص بالأمس؛ نتيجة سقوط كابل الكهرباء الخاص به، بعد موجة الأمطار التى شهدتها المحافظة. حادثة الأمس لم تكن الأولى، ففى أكتوبر 1997، اصطدم الترام بإحدى المصدات الأسمنتية الضخمة، مما أدي إلي اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان وخروج القطار عن قضبانه متجها نحو أحد الأسواق المزدحمة، حاصدا أرواح 50 شخصا وإصابة أكثر من 80، وأرجعت التحقيقات وقتها إلي عبث أحد الركاب بفرامل الهواء فى القطار. وفي يوليو 2010 بمنطقة رأس التين، فقد سائق الترام السيطرة عليه، مكتسحا سيارة نصف نقل وأخرى ملاكى لمسافة طويلة، ليتسبب الحادث فى مصرع سائق السيارة وإصابة فتاة، وتحطم 15 سيارة أخرى. وفي ديسمبر 2010، اخترق الترام رقم 122 بطريق السير المخصص للسيارات فى شارع الإسكندر الأكبر وسط الإسكندرية، ولم يتوقف بمحطة الركاب المكتظة لقربها من جامعة الإسكندرية واصطدم بخمس سيارات محدثا عدة تلفيات بها. وتوقف عقب ثورة 25 يناير، لكنه عاد بشكل جديد ليكون أول وسيلة نقل سياحي، بتذكرة موحدة سعرها 5 جنيهات، مزود بخدمة الإنترنت، ومناضد بحيث يمكن للركاب احتساء المشروبات، خلال الرحلة، التي تمكنهم من مشاهدة أحياء المدينة العريقة، حتى باتت العربات الحديدية القديمة معروفة باسم "ترام كافيه". ومنذ تولي هاني المسيري، محافظ الإسكندرية المقال، قيادة الإدارة التنفيذية في المحافظة لم يهتم سوى ب"الترام"، منفقا عليه حوالي ربع مليون جنيه لتجهيز عربات "ترام كافيه" بخدمات الإنترنت والكراسي الجلدية، وسط انتقادات من أهالي المدينة الساحلية، الذين طالبوا المحافظ بالاهتمام أولًا بنظافة الشوارع من القمامة، وحل أزمة الصرف الصحي التي تتعرض لها جميع أحياء الإسكندرية بمجرد هطول الأمطار. لم يرصد المواطن السكندري أي إنجاز ل"المسيري" خلال فترة توليه مسئولية المحافظة سوى الاهتمام بالترام الذى تهاوى أمام أول موجة أمطار لموسم شتوى يبدو أنه الأعنف منذ سنوات، الأمر الذي يراه الغالبية من الأهالي إخفاقًا، نظرًا لأن هناك أولويات يجب أن يهتم بها المحافظ، غير هذا المشروع الترفيهي.