مازالدماء أبناء صاحبة الجلالة متفرقة بين واقع مهنى مرير وأجور متدنية لا تضمن لهم حياة كريمة، لتنتهى المأساة بالفصل والتشريد من قبل إدارات الصحف، بزعم إعادة الهيكلة، فى مشهد متكرر خلال السنوات القليلة الماضية. يلتحق موقع مصر العربية بجريدة المصري اليوم وقبلهم صحيفة التحرير والشروق في تشريد الصحفيين، ويبدو أن القادم أسوأ، في ظل غياب دور نقابة الصحفيين عن حل مشاكل أبنائها. قررت إدارة موقع مصر العربية فصل 35 صحفيا من أول نوفمبر المقبل وتم إبلاغهم بالقرار، وحددت الإدارة معيارا للفصل، وهو التأكد من أن المفصولين يعملون في أماكن أخرى، جاء ذلك بعد أن انسحب بعض الشركاء نتيجة لضغوط أمنية، مما أثرت علي موارد الشركة وعدم قدرتها علي استيعاب كل الصحفيين -بحسب ما تم تداوله. وجاءت أزمة موقع مصر العربية بعد أيام قليلة من مشكلة صحيفة المصري اليوم التى مازالت مستمرة بعد القرار الذي اتخذته الإدارة بتخفيض عدد العاملين بالمؤسسة، ومطالبة رؤساء الأقسام بالاستغناء عن 50% من الصحفيين، رغم استغناء الصحيفة عن عدد من الزملاء من قبل دون الحصول على حقوقهم. فيما أعلن عدد كبير من الصحفيين تضامنهم مع أزمة المصري اليوم بدءا من مجلس نقابة الصحفيين ومجالس إدارة الصحف القومية واللجان النقابية في الصحف المستقلة وجميع الزملاء بها، وكبار الكتاب والمثقفين والشخصيات العامة، في مواجهة مجلس إدارة الصحيفة. وأكد صحفيو المصري اليوم فى بيان لهم، إنهم ماضون في الإجراءات التصعيدية نظرا لأن إدارة الجريدة لم ترد على مطالبهم المشروعة، ما يعني استمرارها في خطتها لتسريح العاملين بالمؤسسة، بالمخالفة للدستور وقوانين العمل وتنظيم الصحافة والمواثيق المحلية والدولية. وقال بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، إن الحالة التي وصلت لها الصحافة المصرية تعد الأسوأ علي مدار تاريخ الصحافة، موضحا أن تشريد الصحفيين حلقة مستمرة في مسلسل لن ينتهي؛ لأن نقابة الصحفيين لا تقدم حلولا جذرية للمشكلة. وأضاف "العدل" أن نقابة الصحفيين أو الدولة لا يستطيعون إجبار صاحب العمل علي الاستمرار وعدم تسريح الصحفيين الذين يعدون الطرف الأضعف في حلقة تقليل تكاليف الشركة، فعندما يقع صاحب العمل في أزمة مالية تجعله يقلل التكاليف يلجئ أولاً إلي الاستغناء عن بعض الصحفيين. وأوضح "العدل" أن تشريد الصحفيين سُبة في جبين الحكومة ونقابة الصحفيين، مشيراً إلي ضرورة إنشاء هيئة وطنية للصحافة تضم جميع الصحفيين وإلا ستنفجر أزمة في نقابة الصحفيين وستتحول إلي خيمة اعتصام كبيرة يدخلها مزيد من الصحفيين يوماً بعد الآخر.
