يكثف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضغوط على الإعلام قبل نحو شهر من الانتخابات التشريعية، من خلال عملية دهم استهدفت مجموعة إعلامية مقربة من المعارضة بعد سجن صحافيين بريطانيين بتهمة الإرهاب، وداهمت الشرطة التركية مقر المجموعة القابضة "كوزا ايبيك" المقربة من الداعية "فتح الله غولن" الذي يمتلك مجموعة إعلامية، ومصالح في قطاعي الطاقة والتعدين. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية: إن النظام الأردوغاني ليس ديكتاتوريًّا حتى الآن، لكنه بنحو متزايد مرشح ليكون واحدًا من الأنظمة الديكتاتورية، فقد أشار العديد من المحللين إلى تشابه النظام الحالي على مدى العامين الماضيين مع نظيره الألماني في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي، وتضيف الصحيفة أن ما يتعرض له الإعلام والصحافة في تركيا أمر خطير جدًّا، فقد تم سجن الصحفي "هدايت كاراسا"، لمدة تسعة أشهر دون أي تهم واضحة، ودون حق الاستئناف أمام المحكمة العليا، وهذا بسبب انتقاده للنظام الأردوغاني، والقانون الذي أصدره الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لمعاقبة منتقديه. وتشير الصحيفة إلى أن الصحفيين الأتراك في انتظار أدوارهم على أبواب السجن، الذي فتحه النظام الأردوغاني، حيث يرغب "أردوغان" في أن تطيعه الصحافة وتبتعد عن انتقاده، هو ومن حوله، وحال لم يفعل الصحفيون ذلك، يتم إطلاق لقب "خائن" عليهم، وتوضح الصحيفة أنه قبل أسابيع قليلة تم الاعتداء على مكتب صحيفة "حرييت"، لانتقادها حزب العدالة والتنمية، مشيرة إلى أن "حريت" كانت محظوظة، فقد حصلت على دعم دولي ضخم، حيث زار سفير الولاياتالمتحدة لدى تركيا "جون باس" مكتبها"، لإظهار التضامن. وتتواصل الانتقادات وردود فعل المؤسسات القانونية الدولية على حملات الاعتقال والمداهمة التي تشنها السلطات التركية على الإعلام الحر، حيث قال "رانكو بيليكاريك" رئيس نقابات المحامين الأوروبيين ومجلس المؤسسات القانونية بأوروبا الوسطى والشرقية: إن حرية الإعلام واحدة من العناصر الرئيسة للديمقراطية، مشددًا على أن النقابات أهم الجهات التي يمكنها الدفاع عن حرية الإعلام، وأفاد بيليكاريك، الذي شارك في افتتاح السنة القضائية التي نظمها اتحاد نقابات المحامين بتركيا، بأن ثمة مشكلة في حرية الإعلام في العديد من دول العالم، وأضاف قائلًا: "إلا أن درجة المشكلة تختلف في كل دولة عن الأخرى، ففي بلدي كرواتيا ثمة مشكلات تتعلق بحرية الإعلام، لكنها أقل بكثير من مثيلتها بتركيا، فحرية الإعلام هي أهم العناصر الرئيسة في الديمقراطية، ويجب أن يعرب كل شخص عن رأيه بحرية". وقال "تشارلز كوفهولد" الأمين العام لاتحاد مجلس نقابات المحامين في أوروبا: إن لوكسمبورج لم تمارس إطلاقًا أي أعمال قمع على الإعلام وأضاف: "أنا أتيت من دولة مثل لوكسمبورج التي تنعم بحرية في إعلامها لذا فأنا محظوظ، إذ أن الصحف في بلدنا تكتب وتنشر الأخبار التي تريدها، ولا تمارس ضدها أعمال قمع، ويكفي فقط أن يكون هناك احترام. كما يحتفظ الصحفيون بحقهم في عدم الإفصاح عن مصادر معلوماتهم". وقد هاجم "كمال كلتشدار أوغلو"، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي، الرئيس رجب طيب أردوغان بقوة بسبب محاولاته لإسكات صحيفة "حريت ديلي نيوز" بتهم وصفها بالمسيسة، وقال كلتشدار: "عندما يكون حق المعرفة ممنوعًا في بلد ما، فلا يمكن حينها التحدث عن الديموقراطية فيها، وإذا كان الهدف من ذلك التحقيق هو إسكات الصحيفة وكتابها، فعليهم أن يعرفوا أنهم لا يمتلكون القوة الكافية لذلك"، مؤكدًا أن حريت ديلي تعتبر أهم الصحف في الساحة الإعلامية التركية، ووصف أوغلو ما تفعله الحكومة التركية بإستراتيجية التخويف لإسكات الإعلام المستقل، بما في ذلك من اتهامات كاذبة ومحاولة إرشائهم بالأموال وإجراء مكالمات مباشرة للضغط على الكتاب، أو إحالتهم للتحقيق بتهم واهية ذات صلة بالإرهاب.