يخوض حزب النور الانتخابات البرلمانية، بشكل يغلب عليه النظام العائلي في مقياس اختياره للمرشحين، حيث أفسح المجال للأقارب والنسب؛ لكي يكون معيارًا وتأشيرة لدخول البرلمان. فحينما نتحدث عن القوائم الانتخابية العائلية لحزب النور، نجد أن نادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام مرشح عن الإسكندرية وزوجته مريم مرشحة عن محافظة البحيرة "قائمة غرب الدلتا". كما يخوض حما نادر بكار ووالد زوجته مريم "بسام الزرقا" نائب رئيس الحزب الانتخابات عن قائمة القاهرة، كما ترشح سيد مصطفى خليفة، نائب رئيس حزب النور، ومحمد مصطفى خليفة، وكيل حزب النور بكفر الشيخ، فى المقاعد الفردية، وترشح عبد الله بدران، وزوجته ضمن مرشحى حزب النور للانتخابات البرلمانية. وأكد محمود عباس، عضو الهيئة العليا بحزب النور سابقًا، أن الدكتور ياسر برهامي هو الآخر كان له تدخل مباشر في اختيار بعض الأعضاء المحسوبين عليه في الدعوة السلفية، ووضعهم في القوائم، ولكن في أول الاحتياطي، وأبرزهم أحمد الشحات شقيق عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي للدعوة السلفية، والذي خسر الانتخابات الماضية، كما وضع غريب أبو الحسنالذي ضمه مؤخرًا لمجلس إدارة الدعوة السفية، وجعله ضمن قوائم الاحتياط. وأضاف "عباس" أن السير وراء ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، صار مدخلاً للانضمام لعضوية ومناصبأولها الهيئة العليا لحزب النور، ومجلس إدارة الدعوة، وأخيرًا مجلس النواب، في مقابل تنفيذ الأوامر. وكشف "عباس" أن حزب النور أقصى أفضل مرشحي القائمة في الانتخابات الماضية باعتراف الناخبين والأعضاء على السواء، ومنهم إيهاب يحيى، فلم يدرج فى القائمة هذه المرة، متسائلاً: هل استغنيتم عنه بسبب رأيه حول فصل الحزب عن الدعوة، أم استغنى هو عنكم بسبب أفعالكم؟ كما أوضح أن "النور" لم يدفع أيضًا بمحمد محرم الذى كان رابع قائمة غرب، والذى كان بمثابة "دينامو" أثناء انعقاد جلسات مجلس الشعب الماضى ولديه قبول وحسن تصرف ولباقة فى الكلام عن بعض من رشحهم الحزب، سواء للفردى أو للقائمة، ولم يساعده التوفيق فى الوصول للمجلس الماضى؛ لأن القائمة دخل منها ثلاثة وكان هو الرابع. وأشار القيادي السابق بحزب النور إلى أن أكبر خطأ وقع فيه "النور" فى قائمة غرب أنه لم يضع فيها أى اسم ينتمي لمنطقة الدخيلة والعامرية وبرج العرب والعجمى، حيث إن هذه المنطقة تمثل كتلة تصويتية تساوى ثلث الإسكندرية وأكثر، وإنما وضعهم فى الفردى؛ مما أضعف القائمة فى أكثر من ثلث المحافظة. ولفت إلى أن كل من وضع فى القائمة غرب الدلتا يدين لبرهامي بالولاء التام؛ وذلك لإحساس لديهم أو وعد من النظام بأن هذه القائمة ستنجح بنسبة 100%، على حد قوله، مشيرًا إلى أنه لم يتخلَّ بسام الزرقا عن وضعه في هذه القائمة إلا بعد تأكده من وضع اسم ابنته مريم بسام السيد حسين الزرقا وزوجها بكار فيها؛ ليضمن مقعدين على الأقل للأسرة فى حالة نجاح قائمة غرب وفشل قائمة القاهرة التى هو على رأسها. وتساءل محمود عباس: أين الكوادر والتخصصات التي تكلم عنها حزب النور؟ هل هذه نتيجة التصفيات التى ادعيتم أنكم فعلتموها مع المرشحين، أن ينتج منها نفس وجوه الانتخابات الماضية؟ ويرى "عباس" أن "النور" تخلى عن مبادئه وعقيدته وفتاوى شيوخه حول ترشح المرأة والأقباط على قوائمه الانتخابية بثمن بخس، حيث سحب الحزب في اللحظات الأخيرة قائمتين من خوض الانتخابات من أصل أربع، مما يلغى أمر سعيه للحصول على الأغلبية. وأشار إلى أنه بالنظر إلى قائمة غرب الدلتا، فالحزب لن يستفيد من إجمالى 15 مرشحًا إلا ب 6 فقط، والباقى سيدات وأقباط، وبالنسبة لقائمة القاهرة الكبرى فالحزب لن يستفيد إلا ب 18 مرشحًا من إجمالى 45؛ لأن الباقى أقباط ونساء، بما يعني أن إجمالى ما يستفيد به من قائمتى غرب الدلتا والقاهرة 24 مرشحًا، على فرض نجاح القائمتين، والباقى 36 لن يستفيد بهم سوى "كمالة عدد"، مشيرًا إلى أن الحزب لكى يستفيد ب 3.5 % من مرشحى البرلمان باع مبادئه، وخالف فتاوى شيوخه، بالإضافة لكمِّ الإهانات التى انهالت عليه. ومن جانبه نفى شريف طه، المتحدث الرسمي لحزب النور ما ذكره محمود عباس بشأن تدخل أحد في اختيار المشرحين حسب الأهواء، أو وضع الشئون العائلية لقيادات الأعضاء كمعيار لاختيار مرشحي الانتخابات، مشيرًأ إلى أن هناك معايير وضوابط تم على أساسها اختيار المرشحين بشفافية.