«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أراعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».. هكذا أقسم الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء تنصيبه رئيسا لجمهورية مصر العربية فى عام 2014، فى ثانى خطوة لخارطة الطريق بعدما تم الاستفتاء على الدستور. وعلى الرغم من أن الرئيس السيسي أقسم على احترام الدستور الذى استفتى عليه الشعب فى يناير 2014، وتم التوصيت عليه بنعم بنسبة 98.1% بعدما شارك فى الاستفتاء 38.6% من المسموح لهم بالتصويت، إلا أن تصريحاته مؤخرا، فسرها عدد من الحوقيين والسياسيين بأنها تحمل فى مضمونها نية لإجراء تعديلات دستورية. كان الرئيس السيسى أكد من قبل احتواء الدستور على التوازن والعدالة وأنه أعظم دستور فى العالم، إلا أنه صرح مؤخرا بكلمات مخالفة تماما لما قيل من قبل، قائلا: «الدستور كتب بالنوايا الحسنة، والدول لا تبنى بالنوايا الحسنة فقط»، وطالب خلال لقائه بشباب الجامعات بجامعة قناة السويس، المصريين جميعًا بالتدقيق والنزول لاختيار المرشحين فى انتخابات البرلمان. وعقب انتهاء لقاء الرئيس بالشباب، بدأت الحملة الإعلامية مجددا للتأكيد على كلمة الرئيس بأن الدستور بالفعل كتب بالنوايا الحسنة، وأنه لابد من إجراء تعديلات به، وبرغم أن بعض الوجوه الإعلامية كان لها دور بازر فى الحشد للتصويت بنعم للدستور، إلا أنها غيرت موقفها وفقا لموقف الرئيس، كان على رأسهم الإعلامى أحمد موسى الذى تغنى بمميزات الدستور. لكنه تراجع بعد كلمات السيسى، قائلا «كلنا لبسنا الدستور»؛ لأنه دستورا برلمانيا، أى يعطى صلاحيات واسعة للبرلمان ويقلص من صلاحيات الرئيس التى كانت كبيرة فى سنوات ما قبل الثورة. من الناحية الأخرى، رفض بعض الإعلاميين نية التعديلات الدستورية التى تضمنتها كلمة الرئيس، فوصف الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، عبر برنامجه "25/30″، على قناة "أون تي في"، المطالب بتعديل الدستور لزيادة صلاحيات الرئيس ب"نار الله الموقدة" التي تسعى لحكم الفرد للدولة. ومن جانبه، علق نجاد البرعي، الناشط الحقوقي، على تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي بإن الدستور كُتب بنوايا حسنة، عبر صفحته الخاصة بموقع تويتر، وتساءل "أقسم الرئيس علي احترام الدستور.. فهل هذا معناه أنه أقسم علي ورق لايصلح لبناء الدولة؟ ولماذا لم يعلن ذلك قبل القسم؟". وأضاف في تغريدة أخرى: "دعونا للتصويت بنعم علي الدستور لأنه سيبني الدولة، واليوم علمت من الرئيس أنه مكتوب بنوايا حسنة، وتلك النوايا لا تبني الدولة.. آسف لأني خدعت الناس".