حصلت "البديل"،عن طريق أحمد صابر مدير صفحة "شارع المعز لدين الله الفاطمى"، على صور لما أصاب بيت السحيمى من إهمال، والذي يعتبر نموذجًا فريدًا من نماذج عمارة البيوت السكنية الخاصة، بل إنه البيت الوحيد المتكامل، ولكنه الآن يتم تدميره برعاية وزارة الآثار. وأكد صابر أن الزائرين مستاءون من الوضع، ويوميًّا يخرجون في ضيق وصل إلى حد التشاجر مع موظفي التذاكر، مؤكداً أنه لا يعقل أن يظل بيت السحيمي 3 شهور بدون شركة نظافة. وانتقد صلاح الناظر، باحث أثري حر، الحالة المزرية للبيت، فكل ركن فيه مليء بالقمامة، كما أن القاعات أصبحت مقالب للقمامة، والتراب ينتشر في كل جوانب المكان، محذرًا من أن الحديقة الخلفية بها بقايا أوراق شجر؛ مما قد يسبب حرائق إذا حدث خطأ، إضافة إلى أن حارة الدرب الأصفر التي بها البيت مليئة بالقمامة. يتكون بيت السحيمي من قسمين: القسم الجنوبي، وأنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي في سنة 1648م، والقسم الشمالي، وأنشأه الحاج إسماعيل شلبي في سنة 1796م، وجعل من القسمين بيتاً واحداً. وسُمِّيَ بيت السحيمي بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر، وهو آخر من سكن فيه. ويشتمل البيت على عدة قاعات تتألف كل منها من إيوانين بينهما دورقاعة (منطقة منخفضة ما بين الإيوانين)يتوسط بعضها فسقية من الرخام، ولبعض أسقف القاعات مناور يعلوها شخشيخة خشبية، وكسيت جدران بعض القاعات من أسفل بوزرات الخشب المزخرف على هيئة حُجْرَة البلاطات الخزفية، وكسيت الأرضيات بالرخام، وبقاعات البيت مشربيات ونوافذ من الخشب الخِرْطودواليب، وبالبيت كتابات أثرية تشتمل على تاريخ الإنشاء والمنشئ وقصيدة البردة للإمام البوصيري. ويعتبر هذا البيت من أجمل آثار القاهرة التاريخية، وصدر قرار بتحويله إلى مركز للإبداع الفنى تابع لصندوق التنمية الثقافية بعد ترميمه وإعادة افتتاحه عام 2000؛ ليكون مركز إشعاع ثقافى وفنى فى منطقة الجمالية، كما يعتبر مركز إبداع السحيمى نموذجاً فريداً لتأثير الموقع الثقافى فى المجتمع المحيط به. فنلمس التطور الذى أحدثه وجود هذا المركز فى البيئة المحيطة به وفى سلوكيات الأفراد والمجتمع هناك، وذلك من خلال الأنشطة الثقافية والفنية التى يقدمها والتى أصبحت جزءاً من برنامج الحياة اليومية لسكان المنطقة، وتم شغل البيوت الأثرية التى يتكون منها المركز بأنشطة متنوعة، فبينما يضم بيت مصطفى جعفر مركزًا لتعليم الحاسب الآلى يقدم خدمة مجانية لأهالى المنطقة من أجل الارتقاء بالمستوى المهنى والتكنولوجى لهم، تم تخصيص بيت الخرزاتى للحفلات والعروض الفنية والأمسيات الشعرية التى تقام على مدار العام. وحفاظاً على الموروث الموسيقى والشعبى وحرص الصندوق على رعاية فرق التراث الشعبى فى مصر وتوفير أماكن عرض ثابتة لها، قام الصندوق بفتح أبواب بيت السحيمى لاستضافة أضخم فرق مصرية للتراث الشعبى الموسيقى، وهى فرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبى، والتى يبلغ عدد أفرادها أكثر من 55 فناناً، تحت قيادة المخرج الكبير عبد الرحمن الشافعى، وهى من الفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وتقدم عروضها مجاناً يوم الأحد من كل أسبوع بمركز إبداع السحيمى، وتم مؤخراً استضافة نوع آخر من الفنون الشعبية بالمركز، وهو فن الأراجوز وخيال الظل، ذلك الفن الشعبى الذى أخذ صندوق التنمية على عاتقه الحفاظ عليه وحمايته من الاندثار، بعد أن رحل معظم فنانيه القدامى، وأصبح البيت يقدم عروضًا دائمة للأراجوز وخيال الظل، كما تقام ورش عمل لتعليم الشباب أصول هذا الفن؛ من أجل إعداد جيل جديد قادر على مواصلة المسيرة. وباعتبار بيت السحيمى متحفًا مفتوحًا لفنون العمارة الإسلامية، فهو يفتح أبوابه للمعارض الفنية من خلال قاعات العرض التى يحتويها البيت والتى تتناسب مع طبيعة المكان.