نرى كل يوم آثار كثيرة معروضة أو صور على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء داخل مصر أو خارجها، لكن وراء كل تلك الآثار قصص مذهلة واكتشافات، ومع ذلك لم نستغلها بشكل صحيح، وأصبحت فى طي النسيان، فمنها آثار مسروقة ومقابر اكتشفت قديما وسرقت ولا يعلم عنها أحد شىء. يقول أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع: «على أضواء المشاعل، انكسر جزء من الحائط فى منطقة مصاطب للأمراء، وكبار رجال الدولة، حول هرم ميدوم، فانفتح الطريق أمام مارييت باشا، أول مدير لمصلحة الآثار المصرية،والعمال، ووسط الظلام الدامس دخل مقبرة رع حتب فى ميدوم سنة 1871 ومعه العمال، وأشعة المشاعل تنير لهم الطريق وتصنع رهبة الخوف والرعب داخل المقبرة التى ما زالت تثير الرعب والغموض فى النفوس». وأضاف "جمال": «أثناء العمل، لاحظ أحد العمال شيئا غريبا، ففى الجانب الشمالى من المقبرة يوجد عدم استواء فى أحد جدران، مما دفع مارييت لصنع فتحة فى الحائط ليرى ما خلفه، وعندما انفتح الجدار، تقدم العمال بحذر وبخطوات متخبطة وسلطوا ضوء المشاعل على أركان الحجرة المكتشفة، حيث يجلس الأمير رع حتب بلون بشرته السمراء المحمرة، وبجواره زوجته بلونها الأبيض المصفر على كرسي له مسند ظهر يمتد إلى ما بعد الكتفين، ممثل بالشعر الطبيعي وملون باللون الأسود، مع ملامح رع التى تدل على ملامح الوجه الشديد الصرامة الذي يعبر عن الحزم». وأوضح "جمال" أن سبب تواجد التمثال الجماعى خلف جدار وكأنه غير موجود بالمقبرة يكمن فى أن "رع حتب وزوجته" عاشوا فى فترة حكم الملك "خوفو" الذى أصدر فرمانا بمنع صناعة أى تماثيل لغير الملوك والمعبودات، كما أنه جعل رجاله يفتشون عن أى تماثيل موجودة لدى الأفراد لغير الملوك والمعبودات ويقوموا بتحطيمها. وأشار إلي أن "رع حتب وزوجته" خافا على تمثالهما لأنه استغرق منهما وقتا وأموالا فى صناعته، مضيفا: «كما أنه ليس من السهل أن تحطم هذه التحفة الأخاذة، فقرروا أن يخفوا التمثال وكأنه موضوع بالركن الغربى من المقبرة، لكن رع حتب، اضطر إلى إعادة تقسيم المقبرة حتى يوضع التمثال بالجانب الشمالى، ونظراً لأن التمثال جماعى فهو ملتصق ببعضه، أى أنه كتلة واحدة ومدخل الجانب الشمالى لا يتسع لدخول التمثال كله كتلة واحدة لأنه كبير لذلك تم فصله نصفين، ولهذا أصبح "رع حتب" و"نفرت" يجلسان على كرسيين منفصلين، ليصلنا أروع القطع الأثرية التى ما زالت تبهر كل من ينظر إليها».