أنطون بافلوفيتش تشيكوف، طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي روسي كبير، ينظر إليه على أنه من أفضل كتاب القصص القصيرة على مدى التاريخ، ومن كبار الأدباء الروس، كتب المئات من القصص القصيرة التي اعتبر الكثير منها إبداعات فنية كلاسيكية، كما أن مسرحياته كان لها تأثير عظيم على دراما القرن العشرين. بدأ تيشكوف الكتابة عندما كان طالبًا في كلية الطب في جامعة موسكو، ولم يترك الكتابة حتى أصبح من أعظم الأدباء، واستمرّ أيضاً في مهنة الطب وكان يقول «إن الطب هو زوجتي والأدب عشيقتي». تخلى تشيكوف عن المسرح بعد كارثة حفل النورس "The Seagull" في عام 1896، ولكن تم إحياء المسرحية في عام 1898 من قبل قسطنطين ستانيسلافسكي في مسرح موسكو للفنون، التي أنتجت في وقت لاحق أيضًا العم فانيا لتشيخوف، وعرضت آخر مسرحيَّتان له وكان ذلك لأول مرة، الأخوات الثلاث وبستان الكرز، وشكلت هذه الأعمال الأربعة تحديًا لفرقة العمل، وكذلك للجماهير، لأن أعمال تشيخوف تميز ب"مزاجية المسرح" و"الحياة المغمورة في النص". كان تشيكوف يكتب في البداية لتحقيق مكاسب مادية فقط، ولكن سرعان ما نمت طموحاته الفنية، وقام بابتكارات رسمية أثرت بدورها على تطوير القصة القصيرة الحديثة. تتمثل أصالتها بالاستخدام المبتكر لتقنية تيار من شعور الإنسان، اعتمدها فيما بعد جيمس جويس والمحدثون، مجتمعة مع تنكر المعنوية النهائية لبنية القصة التقليدية. وصرح عن أنه لا للاعتذارات عن الصعوبات التي يتعرض لها القارئ، مصرًا على أن دور الفنان هو طرح الأسئلة وليس الرد عليها. صدر حديثًا عن الهيئة العامة للكتاب، مختارات قصصية بعنوان "عاشق من مونت كارلو"، تأليف كل من أنطون تشيكوف، ليونارد فرانك، ف.باركوس، ستيوارت إمرى، وليم سارويان، وترجمة عبد القادر حميدة. ويقول المترجم فى مقدمة الكتاب، إن "كل قصة من قصص هؤلاء المبدعين زرعت شخوصها فى رأسى تطالعنى وجوههم حينا من بين السطور وأنا أتصفح بالذاكرة أوراق شاب دون العشرين يبحث عن ذاته المسكونة بالأصوات الغامضة فى مواهب الآخرين، وإبداعهم وحيناً تلوح لى تلك الوجوه من بين الزحام فى مواكب الجماهير المتدفقة وهى تلهث نحو غاياتها الإنسانية فى غابة الحياة إنهم جمعياً يحملون إلى الحياة شوقاً واحداً ينبض فى صدر الإنسانية كلها إنه شوق الإنسان فى كل مكان إلى حياة إنسانية تليق بآدميته وكرامته". ومن بين العناوين المجموعة القصصية "من الماضى، الطفل، الطفل والسلام، لن أخاف، عاشق من مونت كارلو"، وهوامش وإضاءات تحرير عبد القادر حميدة. وعن وليام سارويان، ولد 31 أغسطس 1908 في كاليفورنيا، وكان روائي وكاتب ومسرحي أمريكي من أصل أرمني، اشتهر بمسرحياته وقصصه التي تمجد قدرة الإنسان العادي على الحياة بكامل الغبطة والسرور في عالم يتسم بواقع مرير. وفي مقدمته عن إحدى مسرحياته كتب سارويان، قائلاً: "عش حياتك، بحيث لا يكون في ذلك الزمن الطيب وجود للقبيح، أو لموت في نفسك، أو لأي نفس أخرى ترتبط بحياتك". تعكس أعمال سارويان إيمانه ببراءة الناس الأصلية الفطرية. أول كتاب له كان مجموعة قصصية بعنوان الشاب الجرئ على الأرجوحة الطائرة التي صدرت عام 1934. وفاز سارويان بجائزة بوليتزر عن مسرحيته زمن حياتك التي تعتبر أفضل مسرحياته، ولكنه رفض تسلم الجائزة بحجة أنه يرفض الجوائز الأدبية.