بعد مرور أسبوع على استشهاد طفله حرقاً على أيدي المستوطنين اليهود في نابلس، استشهد اليوم والد الرضيع سعد دوابشة متأثراً بحروقه، التي أصيب بها نتيجة حرق منزل العائلة بأكمله. وأثارت جريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقاً ردود فعل شاجبة وغضباً في الشارع الفلسطيني، وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها سلمت المدعية العامة في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تقريراً عن الجريمة. هذه الجريمة أظهرت مدى بشاعة الاحتلال الصهيوني، وهزت العالم أجمع واحتلت الصدارة في نشرات الأخبار ومانشيتات الصحف العربية والعالمية، والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي، وأثارت موجة من الغضب والاحتجاج الشعبي، بالإضافة إلى ردود فعل سياسية مستنكرة. وجاء رد الفعل الفلسطيني على المستويين الشعبي والنخبوي والذي ذهب إلى حد المطالبة بالرد على المحرقة الصهيونية ضد عائلة الدوابشة بتفجير انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال والمستوطنين، ودعوة السلطة الفلسطينية إلى تسليح الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه. نصر دوابشة شقيق سعد وعم الرضيع الشهيد كشف في تصريحات تليفزيونيه عن تفاصيل جديدة تتعلق باللحظات الأخيرة لعائلة شقيقه، قائلا: "بعد أن كسروا شباك المنزل وألقوا داخله مواد مشتعلة خرج سعد ورهام وأحمد خارج المنزل وبقي علي في الداخل"، وأوضح دوابشة أن شقيقه تعرض لاعتداء من المستوطنين قبل أن يتم حرقه، مدللًا أنه قال لأحد الجيران "دبحوني يا عمي"، وهو ما يعني "أنه تعرض لعملية ضرب قبل أن يتم سكب مواد مشتعلة فوق جسده مباشرة". وكانت اللحظات الأخيرة للأب الدوابشة صعبة ورهيبة كما يروي شقيقه فيما الأم لم تنطق بكلمة منذ دخولها إلى المتشفى، حيث ترقد في غيبوبة ووضعها الصحي حاليا خطير جدا بل يكاد يكون أخطر من حالة الوالد الراحل كما يقول، لكن الطفل أحمد الذي يعيش في وضع أقل خطورة من والدته استيقظ من غيبوبته. وقالت حركة حماس تعقيبًا على استشهاد سعد الدوابشة، إن الشهيد سعد الذي لحق بابنه الشهيد الرضيع علي دوابشة، كان أحد ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني، مؤكدة على أن دماء شهداء فاجعة الحرق في دوما، التي جدد الشهيد سعد آلامها، بعد 8 أيام على استشهاد نجله الرضيع، كانت نقطة تحول في انتفاض أهالي الضفة الغربية في وجه المحتل الغاصب. وأوضح وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور جواد عواد، أن استشهاد سعد الدوابشة زاد من بشاعة الجريمة الإرهابية التي ارتكبها متطرفون صهاينة، بحق أسرة الدوابشة الأسبوع الماضي، وأوضح عواد أن جريمة حرق العائلة في دوما، قرب نابلس، تجددت بعد استشهاد الأب، وقبله طفله.