يوجه معارضون أتراك أصابع الاتهام للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسعي لزعزعة استقرار البلاد وخلق الفوضى بهدف الحفاظ على سلطاته كما كانت مطلع العام 2015 وتعميق تواجد حزب "العدالة والتنمية" الذي يدعمه في السلطة. وتشهد الساحة الداخلية التركية حالة من الاضطرابات على خلفية تفجير سروج جنوب البلاد، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً وحوالي 100 جريح، يوم 20 يوليو الجاري، لتعلن أنقرة الحرب على تنظيم داعش ومعاقل حزب العمال الكردستاني، وتشن قوات الأمن حملات اعتقالات ومداهمات موسعة لتنظيمات جهادية ويسارية. وذكرت صحيفة معارضة أن ما تشيعه الحكومة من فوضى، يندرج ضمن الخطة المقترحة لإعادة حزب العدالة والتنمية إلى رأس الحكم بمفرده مرة أخرى. وسبق أن لوح أردوغان في أكثر من مناسبة باحتمال لجوئه إلى الانتخابات المبكرة، في حال فشل الأحزاب التركية بتشكيل حكومة ائتلافية، أو حكومة أقلية، كما صرح مسؤولون في حزب العدالة والتنمية، أن الحزب يفضل أن يعمل منفردا، ويحاول إعادة بناء الثقة مع المواطنين، تمهيداً لانتخابات مبكرة جديدة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن محادثات الائتلاف بين حزب العدالة والتنمية وممثلي الأحزاب الأخرى قد توقفت، بسبب الفوضى التي تسيطر على الشارع التركي، بالإضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهو ما يريده الرئيس "رجب طيب أردوغان" لأجراء انتخابات مبكرة. وتضيف الصحيفة أنه وفقا لمؤسسة "بيلسم دانيسكلينك" ومقرها في اسطنبول، كلما ارتفع العنف السياسي، يزداد الدعم لحزب العدالة والتنمية، حيث يقول "سردار سيمنت" ملالف الدراسة:" العدالة والتنمية هو طفل الخوف السياسي، حيث يحكم الناس على مبدأ الخوف، وبالتالي سيصوت الناخبين له للشعور بالأمان، وبالتالي يتحكم في إرادة الناخبين". وتوضح الصحيفة أنه وفقا للتقرير، كلما زاد العنف في تركيا، يزداد دعن العدالة والتنمية، حيث استفاد الحزب الحاكم من حالات عنف سابقة، مثل التي حدثت في عام 2007، من قبل حزب العمال الكردستاني، كما استفاد من تفجير مدينة ريحانلي، في عام 2013، وازداد تأيد الحزب. وتلفت الصحيفة إلى أن حزب الشعب الديمقراطي استطاع التغلب على الصعاب واجتياز عتبة الانتخابات في يونيو الماضي، وتمكن من الحصول على 79 مقعد في البرلمان القادم، وتسبب في خسارة الدالة والتنمية الذي تمتع بالأغلبة المطلقة منذ عام 2002. وتوضح الصحيفة التركية أن بعد هجوم 22 يوليو في قرية سوروج، الحدودية مع سوريا، بدأ "أردوغان" في الهجوم على الأكراد وحزب العمال الكردستاني، ووقعت العديد من أعمال العنف في جيلان بينار في محافظة سانليورفا الجنوبيةالشرقية للرد على الهجوم الانتحاري، مضيفة أن العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اتهموا "أردوغان" بالوقوف خلف الهجوم الإرهابي في سوروج، لزرع الفوضى والتمهيد لسيطرة العدالة والتنمية على السلطة كحزب وحيد، من خلال انتخابات مبكرة. وترى الصحيفة أنه من خلال خلق الفوضى، يأمل "أردوغان" في الفوز بمقاعد إضافية في البرلمان التركي، في محاولة للتغطية على قضايا الفساد المتورط بها، خاصة فيما يتعلق بتقديم أسلحة للجماعات الإرهابية في سوريا، وتضيف الصحيفة أن الاقتصاد أيضا تعرض للمزيد من الفوضى، حيث صرح وزير المالية "محمد شيمشك" أن التوقعات بالنمو قد تراجعت بعد التفجير الانتحاري.