سوريا.. "الحسكة" مدينة آمنة و"تدمر" على طريق التحرير

تقدم كبير لقوات الجيش السوري وفرار المجموعات المسلحة في مدينة الحسكة بعد السيطرة على عدد من المناطق ليصبح تنظيم "داعش" محاصرًا في منطقتين بهذه المدينة، وعلى إثر هذا التقدم تبدأ عودة الحياة بشكل تدريجي في المدينة، لتقترب القوات السورية من إعلان المدينة آمنة للمدنيين.
نجح الجيش السوري بمساندة وحدات حماية الشعب الكردي، خلال الأيام الأخيرة بتثبيت سيطرته على معظم الجبهات الساخنة في مدينة الحسكة، في الوقت الذي شهدت صفوف المسلحين تراجع متسارع وانهيارات كبيرة على إثر تقدم وحدات الجيش السوري في مناطق سيطرة التنظيم جنوب المدينة، ففي الوقت الذي كانت حصيلة خسائر التنظيم ترتفع بشكل كبير وتسقط تحصيناته تباعًا واحدة وراء الأخرى، كان الجيش السوري يعلن بسط سيطرته في حي الزهور، ويواصل تقدمه حتى الأطراف الجنوبية من المدينة، ولا سيما في منطقة الرصافة.
بهذا التقدم للجيش السوري يكون "داعش" قاب قوسين أو أدنى من الانسحاب الكامل من المدينة، وهو ما اعترفت به وسائل الإعلام الإلكتروني التابعة إلى تنظيم "داعش" فلم تستطيع أن تنكر تراجعها في ريف حمص الشرقي، خاصة بعد بدء عودة السكان الذين هربوا من القتال إلى أحياء النشوة الشرقية والليلية التي وقعت تحت سيطرة الجيش السوري.
أكد محافظ الحسكة "محمد زعال العلي" أن الجيش والقوى الوطنية المؤازرة أصبحت فى المرحلة الاخيرة من إعلان مدينة الحسكة آمنة بشكل كامل"، وأضاف أن وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي العاملة في الحسكة قضت على آخر بؤر "داعش" في دار الثقافة والمدينة الرياضية ومشفى الأطفال وكلية الآداب وفيلات النشوة والسكن الشبابي بمدينة الحسكة، وأكدت مقتل عدد من إرهابيي داعش بعضهم قناصون كانوا يتحصنون في المدينة الرياضية ودار الثقافة، ويستهدفون المناطق المجاورة برصاص القنص لمنع تقدم الجيش والقوى المؤازرة.
وكان التنظيم بدأ هجومًا على المدينة في 25 يونيو، وتمكن من دخولها والسيطرة على بعض أحيائها الجنوبية التي كانت تحت سيطرة قوات الجيش السوري، وبعد أيام انضم الأكراد إلى المعركة، وتمكنوا من التقدم واستعادة مناطق عدة سيطر عليها المتطرفون داخل المدينة وفي محيطها، ونزح نتيجة معارك الحسكة أكثر من 120 ألف شخص.
من ناحية أخرى تواصل وحدات الجيش السوري تقدمها في الريف الشرقي لحمص مقتربة أكثر من مدينة "تدمر" الأثرية التي سيطر عليها "داعش" منتصف شهر مايو الماضي، ونفذ منذ ذلك الوقت عددًا من الإعدامات كما قام بتفجير بعض معالم المدينة.
تقدم القوات السورية نحو مثلث "تدمر" الاستراتيجي جاء بعد السيطرة على منطقة الصوامع ومحيطها بعمق خمسة كيلومترات، واستكمال التقدم باتجاه مدينة تدمر والسيطرة على جزء من سلسلة الجبال التدمرية جنوب غرب المدينة، في ظل هروب عشرات العناصر من المدينة مع آلياتهم، وقد تم تدمير أليتين مجهزتين برشاشات ثقيلة ومقتل عدد كبير من الإرهابيين، وذلك بعد أن تقلص نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة.
على الرغم من التقدم الملحوظ الذي انجزته القوات السورية على مدار أكثر من أسبوعيين ماضيين في مدينة "تدمر" إلا أن عملية تحريرها لا تزال صعبة وتحتاج إلى مزيد من الوقت، حيث بدأ الجيش عمليته من الجهتين اليمنى واليسرى لطريق تدمر الدولي، وهو الطريق الذي عزز داعش خطوط إسناده فيه معتمدًا على التحصين وزراعة العبوات الناسفة، لكن وحدات الجيش تمكنت من التقدم أكثر من 5 كيلومتر، وتدمير عدد من الآليات وقتل عدد من المسلحين.
quot;تدمر