عانى الشعب المصري من الظلم والاستعباد وفقدان العدالة الاجتماعية وكانت الفجوة شاسعة للغاية بين طبقات المجتمع مما اثر بشكل سلبي على العلاقات بينها وكانت الغالبية العظمى من المصريين يشعرون بالمهانة حينما يلتحقون بالجيش ليس لانهم لا يرغبون في أداء واجبهم الوطني؛ بل لأن الفقراء هم وحدهم من يخضعون للتجنيد فيما ينعم الأثرياء بحرية الاختيار لقدرتهم على سداد "البديلة" مقابل اعفائهم، كما أن هناك حفنة قليلة من كبار الاقطاعيين تسيطر على الارض الزراعية في مصر وعانى الفلاحون من سطوتهم فكان الاقطاعيون يملكون الارض ومن عليها. واقتصر التعليم على الأغنياء في ظل نظام فاسد يتولاه الملك فاروق وحاشيته الفاسدة التى كانت تنفق ببذخ شديد على حفلاته وهنا وفي ظل جشع الملك وحاشيته وفساد الحكم والاحزاب وفضيحة الاسلحة الفاسدة وحريق القاهرة وقمع المظاهرات الطلابية التي تطالب بالاستقلال انطلق الضباط الاحرار تملؤهم القوة والشجاعة وحب الوطن لياخذوا بيد الشعب من عصر الظلم الى ثورة وطنية … وكانت ليلة الثالث والعشرون من يوليو سنة اثنان وخمسين وتسعمائة والف انطلق الضباط الاحرار ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب والشرق الاوسط بل ودول العالم الثالث وانتصرت ارادة الشعب الذي التف حول الضباط الاحرار لنبذ الظلم وليؤكدوا للشعوب العربية من الخليج الى المحيط ان قوتهم في توحدهم ليجمعوا الهمم نحو استعادة الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية أكد الكاتب الصحفى ناصر أبو طاحون، أن ثورة 23 يوليو هى الحدث الوحيد فى التاريخ المصرى التى يجب أن تحمل لقب الثورة، وأضاف ان 23 يوليو بدأت كحركة للجيش وانتهت إلى ثورة شاملة قادها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ليغير من خلالها وجه مصر والمنطقة العربية بل العالم كله وقال أبو طاحون أن إطلاق كلمة ثورة على بعض الهبات الشعبية والمحاولات الثورية كان على سبيل المجاملة ، فالثورة تكون ثورة بما تحدثه فى حياة الشعب من تغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية بشكل شامل وكامل، وهذه الأمور قامت بها ثورة يوليو ، فى حين ان بقية المحاولات سواء التى جرت فى القرن الماضى أو حتى مطلع القرن الحالى كانت ثورات شعبية جرى تقزيمها وتفريغها من مطالبها ومحتواها. وأشار أبو طاحون إلى ما أحدثته ثورة يوليو على صعيد بناء الإنسان المصرى بتحويله لأول مرة فى التاريخ لمواطن صاحب حقوق وشريك فى حكم بلاده بعد ان عاش قرونا متخبطاً بين حكام اجانب وكونه من رعايا بعض الممالك فى الشرق او الغرب، مضيفاً ان الرعاية الصحية والتعليمية التى توفرت للمواطن المصرى كانت احلاماً لبعض المصلحين الأوائل، وتابع ابو طاحون أن تحويل الفلاح المصرى لمالكاً للأرض بعد أن كان عبداً عليها، وكذلك تحويل العمال من تروس فى عجلة الانتاج الى شركاء فى الملكية والإدارة رسخ لمفاهيم العدالة الاجتماعية وبناء مجتمع تكافؤ الفرص الذى منح الفرص للوطن لإبراز أفضل الكفاءات لتولى المواقع القيادة بالعلم والجدارة متجاوزاً عصورا من الفساد والمحسوبية انحدرت بالبلاد إلى أدنى الدرجات. وقال ابو طاحون أن ثورة يوليو أعادت اكتشاف مصر الجغرافيا والتاريخ التى تؤثر فى محيطها العربى والإفريقى والإسلامى وتتكامل معه فى إطار الدوائر الثلاث التى صنعت محاور السياسة الخارجية لمصر.. وأكد أبو طاحون أن تكالب اعداء ثورة يوليو عليها فى الداخل والخارج لم يمكنهم سوى من عرقلتها أو تخفيف سرعة انجازها لبعض الوقت، ولكنهم لم ولن يتمكنوا من هزيمتها بعد أن نجحت الثورة عبر مسارها الذى استمر 63 عاما بين شد وجذر فى بناء جيش وطنى يعتبره أبناء الشعب أميناً على ثورته وطليعة وطنية تقود نضاله وتحرس مستقبله وقال محمود صبره المتحدث باسم اتحاد الشباب الناصرى الحر ان ثورة 23يوليو باقية ما بقي السد العالى ومصانع الحديد والصلب باقية رغم كل الاكاذيب والافتراءات التى حاولت النيل منها ومن الزعيم جمال عبدالناصرالذى ارسى دعائم الاستقلال الوطنى وانطلق بمصر والعاام العربى ودول العالم الثالث نحو مستقبل جديدمناهض للامبريالية والاستعمار. واشار صبره الى ان ثورة يوليو جاءت فى سياق الحركة الوطنية باهداف سامية لتحقيق التحرر الوطنى وطرد الاستعمار والقضاء على الاقطاع وسيطرة راس المال على الحكم وانطلق الثوار الى تحقيق العدل اااجتماعى والمساواة ببن المصريينلافتا الى انه قد تتفق او تختلف مع الزعيم جمال عبدالناصر ولكن لا يمكن لاحد ان ينكر انحيازة للفقراء من العمال والفااحينفاكتسب المكانة الاستثنائية فى قلوب المصريين التى لم يستطيع احد ان ينافسه فيها حتى الان بينما طالب فؤاد عجوة المحامى وأمين حزب الجيل بالغربية الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعمل على تجديد شباب ثورة يوليو المجيدة باستعادة مجتمعها التى أقامته، وحققت فيه العدل والمساوة وتكافؤ الفرص وأقامت فى الوطن نهضة تعليمية وصناعية وزراعية مكنته من إعدة بناء القوات المسلحة وتحرير الأرض المقدسة فى 6 أكتوبر عام 1973. وأضاف عجوة : " ما أشبه الليلة بالبارحة، فكل التحديات والمخاطر التى واجهت ثورة يوليو وقائدها العظيم هى التى تواجه الآن ثورة 30 يوليو وقائدها، وعلينا أن نمضى قدمًا على طريق البناء والتنمية والمشروعات القومية، ودحر الإرهاب والانتصار على المخطط الغربى الصهيونى المعادى لبلادنا والوطن العربى. فى ذات السياق نظمت مكتبة الفرستق الثقافية التابعة لثقافة مركز بسيون بمحافظة الغربية مساء أمس ندوة بعنوان " ثورة يوليو وتأثيرها على المجتمع " فى إطار برنامج ثقافة الغربية للاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو. وتناول خيري فايد الباحث بمكتبة الفرستق الثقافية ثورة يوليو وأسباب قيامها والمبادئ التي نادت بها الثورة والانجازات السياسية والثقافية والاقتصادية. وأوضح فايد أنه كان من نتائج ثورة يوليو إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة لتحقيق توزيع ديمقراطى للثقافة داخل المجتمع.