مازالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظلت يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. قال أمير جمال، عضو حركة سرقات لا تنقطع، إن إدوارد إيرتون، العالم الأثرى، كتب يوم 6 يناير 1907 مذكرة، جاء فيها "وجدت قبرا غامضا به ركام كثير، أعتقد أنه قبر ملك، لكن الباب الذي كان مغلقا مكدسا برمال، فبدأت إزالة الأنقاض التى تسد المدخل". وأضاف "جمال" أن المذكرة وصفت القبر الغامض بأنه "يتضمن مدخلا من 20 درجة، مغطى بكومة من الأنقاض والرماد، وممر منحدر يؤدي إلى القبر، الذي يحتوي على غرفة واحدة وكوة صغيرة، وكان القبر مدمر، والكنوز متناثرة هنا وهناك، وعبارة عن أربعة جرارات كانوبية، تحفظ فيها الأحشاء، وضريح خشبي مذهب، ولا تزال انطباعات الاختام عليها، واثنين من الطوب الطيني، وتابوت واحد". وتابع عضو حركة سرقات لا تنقطع أن مذكرة "إيرتون" ذكرت أن القبر دُنس وتم إزالة أجزاء من وجهه مقصورة كانت مكتوب عليها اسم الملكة تى والدة اخناتون، وكانت محتويات القبر محيرة، فكل قطعة تنتمى لأكثر من فرد، فإحدى اللوحات تظهر أخناتون وأمه أثناء عبادة الإله آتون، فضلا عن العديد من القطع المنتمية إلى أشخاص مثل "كيا وأخناتون"، ما يؤكد أن القبر كان يضم العديد من الأجساد وليس لشخص واحد. وأشار "جمال" إلي أن المذكرة توقعت سيناريو "عندما انهار حكم الملك أخناتون وبعد سيطرة كهنة آمون على تل العمارنة العاصمة الجديدة وتسليم الحكم إلى توت عنخ آمون، اشترط الكهنة على الملك الصغير العودة إلى الديانة القديمة، ديانة امون وإلغاء ديانة اتون، فتحول اسم الملك توت بعدما كان توت عنخ أتون، إلى توت عنخ امون، وعاد إلى طيبة مرة أخرى. وأوضح أن المذكرة لفتت إلى "مع تدهور حال المدينة فى تل العمارنة والخراب الذى طالها ونهب المقابر، خشى الملك نهب مقابر عائلته خاصة أمه، فطلب نقل مقابر عائلته إلى وادى الملوك؛ ليكونوا بجواره، بالفعل تم نقل مومياء جدته تى وأمه وطفل آخر مجهول، وأيضا ربما مومياء الملك سمنخ كارع الذى يعتقد أنه صاحب التابوت ذو القناع المنزوع، وتم وضعهم فى قبر صغير وغلقة بختم الملك توت، لكن القبر سرق فى عهد الملك رمسيس التاسع.