وافق البرلمان اليوناني على خطة رئيس الحكومة اليكسيس تسيبراس الخاصة بإجراء استفتاء عام حول شروط الدائنين الدوليين لمساعدة اليونان على تخطي أزمتها المالية، حيث وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية هذا القرار بالخطوة الدراماتيكية التي من شأنها أن تضع أوروبا على صفيح ساخن. وطالب "تسيبراس" الشعب اليوناني في كلمة متلفزة بإبداء رأيه حول مسألة قبول أو رفض سياسة التقشف المعروضة من المقرضين وذلك عبر استفتاء شعبي في 5 يوليو المقبل، وقال" تسيبراس": "أدعوكم إلى أن تقرروا، بكل حرية وكرامة تتسق مع تاريخ اليونان، إذا ما كنا سنقبل المهلة الابتزازية التي تدعو إلى إجراءات تقشف صارمة ومذلة بلا نهاية، دون أمل أن نقف أبدا على قدمينا اجتماعيا وماليا"، وأضاف: "يجب على الشعب أن يقرر بحرية بعيدا عن أي ابتزاز"، مشيرا إلى أنه بعد خمسة أشهر من المفاوضات الشاقة مع شركائنا، للأسف انتهى الأمر باقتراح خاص بإنذار للديمقراطية اليونانية والشعب اليوناني، إنذار على خلاف مع المبادئ والقيم المؤسسة لأوروبا وقيم البناء الأووروبي المشترك". وذكر رئيس الوزراء اليوناني أن جمهور بلاده يواجه مسؤولية تاريخية للرد على بروكسل، خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث تلك الاصلاحات ابتزاز لقبول التقشف المهين والشديد، والذي يعد دون نهاية ودون آفاق للازدهار الاقتصادي والاجتماعي، أكثر من أي وقت مضى. وتوضح "الجارديان" أنه سيتطلب من اليونانيين رفض أو قبول إجراءات التقشف شديدة القسوة وزيادة الضرائب، وخفض المعاشات التقاعدية، وهو شرط الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، للإفراج عن الأموال التي تعد حاجة ماسة لليونان، مشيرة إلى أن إنهاء برنامج الانقاذ الحالي في اليونان، مدد بالفعل مرة واحدة إلى 30 يونيو. وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن المودعين قلقون بشأن الضوابط الخاصة برأس المال، بالإضافة إلى المدخرات التي هرعوا لسحبها من البنوك، حيث الطوابير خارج البنوك في أنحاء العاصمة، مضيفة أن المتحدث باسم الحكومة اليونانية "جافريل ساكيلاريديس" أصر على أن الاستفتاء لا يعرض مكانة اليونان في أوروبا للخطر. وفي خطاب ألقاه أمام النواب أمس السبت، دعا تسيبراس مواطنيه إلى التصويت بكثافة ضد "إنذار" الدائنين، وذلك أثناء استفتاء اقترحت الحكومة تنظيمه، وأعلن تسيبراس أن "الشعب اليوناني سيرفض ب"لا كبيرة" الإنذار، لكن في الآن ذاته سيقول "نعم كبيرة" لأوروبا التضامن". تجدر الإشارة إلى أن استخدام عبارة "لا كبيرة" مستوحى من "لا"، رفعتها السلطات اليونانية في وجه الجيش الإيطالي الذي كان يريد دخول الأراضي اليونانية خلال الحرب العالمية الثانية وتحديدا عام 1940، ويعرف أحد العيدين الوطنيين في اليونان، الذي يحتفل به في 28 أكتوبر، ب "يوم لا". وتابع تسيبراس: "في البلد الذي ولدت فيه الديمقراطية، لا نطلب ترخيصا من يروين ديسلبلوم (رئيس مجلس وزراء مالية منطقة اليورو) وفولفغانغ شوبليه (وزير المالية الألماني)" لتنظيم استفتاء، مؤكداً أن "الاستفتاء سينظّم سواء أرادوا أم رفضوا".