على الرغم من تصاعد الإدانات الفلسطينية والدولية والتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية ما زالت مستمرة وبشكل متزايد في محاولة لتعزيز الوجود والسيطرة الصهيونية على الأرض الفلسطينية وفرض وقائع جديدة بعد تهويد هذه المناطق الفلسطينية. تشهد فلسطين تزايد وتصاعد في نشاط الجمعيّات الاستيطانية التي تعمل جاهدة للسيطرة على محيط المسجد الأقصى وشراء الممتلكات في البلدة القديمة كي تسبغ على المكان طابعًا يهوديًا تلموديًا ينافس الوجه العربي والإسلامي للمسجد والقدس بوجه عام، فنشاط الجمعيّات الاستيطانية أصبح واضحا ولا سيما نشاط الجمعيات التي تسعى إلى تعزيز الوجود اليهودي في شرق القدس عبر توطين المزيد منهم. ملايين الشواكل للاستيطان كشفت القناة السابعة الصهيونية الأربعاء، عن اتفاق حكومة الإحتلال برئاسة "بنيامين نتنياهو" ووزير الأمن "موشيه يعالون" على تخصيص مبلغ بين 300 إلى 500 مليون شيكل سنوياً لصالح التوسع الاستيطاني في الضفة والقدس، خلال السنوات الثلاث القادمة كمساهمة من الحكومة في "إزدهار الاستيطان". وبينت القناة أن "يعالون" عقد اجتماعات سرية مع كبرى شركات الاستيطان في الضفة، كما وقع اتفاقاً مع الشرطة الإسرائيلية لتسوية حاجات الاستيطان بالضفة خلال السنوات الثلاث القادمة، مضيفة أن الاتفاق تم بشكل سري، خوفاً من إثارة الإدارة الأمريكية، وأشارت إلى أن الاتفاق تم بمباركة "نتنياهو" وبمعرفة زعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينيت". وتوقعت القناة الصهيونية أن يتم تسويق 1700 وحدة استيطانية جديدة في الضفة بالإضافة لنحو 3 آلاف أخرى قيد التخطيط، وبينت أن من بين تلك التي يتم التخطيط لها 297 في مستوطنة "بيت ايل" المقامة شمالي رام الله، و300 في "أرئيل" على أراضي جنوب نابلس، و200 وحدة في "عيلي" شمالي رام الله، بالإضافة ل2000 وحدة ستوزع على باقي المستوطنات. وسيتم تحويل جزء كبير من ميزانية الاستيطان لتطوير البنى التحتية في الضفة لصالح المستوطنين بما فيها شق 12 طريق جديدة كالشارع "الملتف" على بلدة حوارة جنوبي نابلس، وشوارع جدد لمستوطنة "عمانوئيل" و"عيلي"، وتوسيع شارع رقم 60 الذي يربط الضفة من شمالها لجنوبها، بالاضافة للتخطيط لإقامة قرى طلابية وثلاث متنزهات جديدة. الفصائل الفلسطينية تحتج نظمت دائرة شئون اللاجئين في حركة "حماس" مؤتمراً صحفيًا أمام المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة غزة، لجمع التوقيعات على أكبر مذكرة احتجاج في العالم ضد الاستيطان والجدار العنصري بفلسطين، ومن المقرر أن تجمع الوثيقة في غزة ما يقارب العشرة آلاف وخمسمائة توقيع على جلدية بطول 12 متراً خصصت لهذا الغرض، وستكون متاحة للتوقيع عليها من قبل الجمهور الفلسطيني، وبعدها سيتم نقلها للجامعات الفلسطينية في قطاع غزة لجمع باقي التوقيعات، وستسلم لمكتب مندوب الأممالمتحدة في كل من غزة والضفة في ذات التوقيت. وشارك في المؤتمر العديد من الشخصيات المقاومة، حيث عبرت عن احتجاجها على سياسة التهويد التي تتبعها السلطات الصهيونية، وقال رئيس دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس "عصام عدوان"، "هذه الفعالية تأتي في الوقت الذي استوحش فيه العدو المحتل في نهب أرضنا بالمصادرة والاستيطان والجدار، ضارباً بعرض الحائط كل قرارات مجلس الأمن الرافضة للاستيطان والتي دعت لوقفه وتفكيكه". من جانبه قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية"، إن الاستيطان الإسرائيلي "مرض سرطاني ينهش في الأرض الفلسطينية يجب إنهائه"، وطالب بتحرك دولي جاد لوقف الاستيطان وإنهائه كليًا تمهيدًا لاقتلاعه من الأرض الفلسطينية، وأضاف أن "الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ويصر على رفض اغتصابها سواء في الضفة الغربية أو القدس أو الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948″، وأضاف "ندعو مؤسسات المجتمع الدولي إلى الوقوف عند مسؤولياتها للتصدي لسياسات الاحتلال وضرورة إزالة جدار الفصل العنصري وكل أشكال الاستيطان وحماية الفلسطينيين من بطش الاحتلال وسرقته لأرضهم".