استغل سائقو قطارات المترو حادث العباسية الأخير وفتحوا النيران على ورش الصيانة الخاصة بقطارات مترو الأنفاق، ملقين بالمسئولية الكاملة عليها، وأن القطار لم يكن به فرامل، إضافة إلى أن ورش الصيانة ينقصها الكثير من قطع الغيار الخاصة بالمترو، الأمر الذى يتسبب في العديد من الأعطال. وعلى الرغم من اعتراف السائقين بنقص العديد من الأدوات في ورش الصيانة وافتقارها جميع الاحتياجات، إلا أن شركة المترو أصدرت بيانا بالأمس، ذكرت فيه أن كل القطارات التي يتم صيانتها بالمترو، تخضع لعدة اختبارات قبل خروجها للعمل. وأوضح بيان المترو أن الاختبار الأول يتم من خلال سائقى الورشة، ثم إجراء مناورة تشغيل أخرى للتأكد، ومناورة ثالثة يجريها قائد القطار من شركة تشغيل المترو لزيادة التأكيد أن القطار في أفضل حال قبل خروجه من الورشة. ويؤكد تكرار وتعدد حوادث المترو أن ورش الصيانة لا تعمل بالشكل الصحيح، إلا أن الهيئة لا تعترف بخطئها وضرورة إصلاح تلك الورش. ورش صيانة المترو خارج الخدمة منذ 2008.. والهيئة تتجاهل الشكاوى لم تكن حادثة العباسية الأولى التي يُهدد فيها أرواح العاملين بالمترو بين الحياة والموت، ففي 22 أكتوبر 2008، كان الحادث المؤسف الذي راحت ضحيته المواطنة هالة رجب حسن، حيث لقيت مصرعها تحت عجلات المترو في الثامنة مساء عند نزولها من العربة – المخصصة للسيدات – عندما أغلق السائق الباب علي قدميها وتحرك لاستكمال رحلة الموت ليسحبها علي القضبان مسافة 15 مترا وتمر علي جسدها عربتان، وقد حاول الركاب باستخدام فرملة الطوارئ ليتوقف المترو وتفتح الأبواب، لكن كالعادة المترو لم يتوقف والأبواب لم تفتح، والسبب أن أجهزة الصيانة والأمان بالمترو خردة ولا تعمل. وفي عام 2010 نشرت جريدة الأهرام تحقيقا يستغيث فيه عمال المترو من وجود 21عربة مترو متوقفة في ورش الصيانة بطرة منذ 9 سنوات لعدم وجود قطع غيار لها. وفي فبراير 2012، أكد عدد من العاملين بورش صيانة الخط الأول «المرج -حلوان» وجود عجز كبير في قطع الغيار، الأمر الذى يضطرهم إلي استخدام قطع غيار مستعملة باعتبارها جديدة، مشيرين إلي أنه منذ تولي الشركة المصرية للصيانة «صان مصر» مسئولية صيانة قطارات الخط الأول، وحالة القطارات في تردٍ وسوء بدليل وقوع العديد من الأعطال علي الخط الأول في أوقات متقاربة، ووقتها نظم العاملون إضرابا من أجل النهوض بورش الصيانة، وتم توافر عدد من الأدوات لكن عادت الأمور إلى طبيعتها. وفي عام 2014 وعلى الرغم من تغيير شركة الصيانة، إلا أن ورش مترو الأنفاق لازالت تعاني من خلل واضح، حيث قدم العمال في شهر أكتوبر الماضى مذكرة لوزير النقل بعد فشل تحقيق أهدافهم بالتواصل مع شركة تشغيل المترو، توضح مشاكل القطارات. وفي نوفمبر من العام نفسه، كشف العاملون بورش المترو بشبرا الخيمة، عن فضيحة جديدة من فضائح إهدار المال العام، تفيد وجود أربعة قطارات مكيفة قيمتها أكثر من 400 مليون جنيه موجودة بالورش منذ سنة ونصف ولم تدخل الخدمة بالخط الثاني للمترو شبرا "الخيمة – المنيب"؛ لمخالفتها المواصفات الفنية وعدم وجود جهاز لاسلكي خاص بالإرسال والاستقبال والربط مع غرفة التحكم المركزي. وقال بعض العاملين بالورش إن الهيئة القومية للأنفاق تعاقدت مع شركة "الستوم" الفرنسية لإصلاح الأعطال بالتنسيق مع شركة "ميتسوبيشي" اليابانية المصنعة للقطارات، ولكن بلا جدوى. ورش الصيانة مجهزة لزيارات الوزير فقط.. و«النقل»: نقص الميزانية سبب الأعطال يقول "م . أ" أحد عمال ورش صيانة مترو الأنفاق، إن الورش تعاني من خلل فعلي، فالعديد من المهندسين يرسلون بشكل شهري طلبات إلى الرؤساء يطالبوهم فيه بتوفير قطع غيار جديدة؛ لعدم توافر استبدلات لقطع الغيار المتواجدة. وتابع: حين يزور وزير النقل الورش، وقتها يتم توافر جميع المعدات التي يطالب بها العمال منذ شهور، وتسحب عقب الزيارة، مؤكدا أن ورش صيانة المترو لا تحتاج فقط إلى أدوات بقدر ما تحتاج مسئولين يراعون ضمائرهم. ومن الناحية الأخرى، يقول محمد سامي، مسئول قطاع التطوير بوزارة النقل، إن التكلفة التي تصرف على قطع الغيار الخاصة بمترو الأنفاق والسكك الحديد تتجاوز الملايين سنويًا، لافتًا إلى أن الوزارة تحرص على أرواح المواطنين وتقوم بتنفيذ تغييرات وتفتش دائم على الورش الخاصة بالمترو والسكك الحديد. وأضاف "سامي" أن حادث العباسية لايزال التحقيق فيه جارٍ، وبخاصًة أن أحمد حمزة، السائق المصاب حالته حرجة حتى الوقت الحالي، وهو القادر على كشف ملابسات الحادث، موضحًا أن قطاع النقل إذا كان يعاني من خلل فبسبب نقص الميزانية المتواجدة لديه، مختتما بأن المشروعات التي تم إدخالها مؤخرًا سوف تحقق فائدة كبيرة من شأنها زيادة الميزانية بما تتطلبه ورش الصيانة.