دخل القيادي الفلسطيني "مروان البرغوثي" عامه الثالث عشر في سجون الاحتلال منذ أن تم اعتقاله عام 2002 والحكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عامًا، وبهذه المناسبة أصدر "مهندس الانتفاضة" من زنزانته في سجن "هداريم" مقابلة وصلت إلى "نادي الأسير الفلسطيني". "البرغوثي" يوجه التحية للشهداء بدأ "البرغوثي" حديثه في المقابلة بتقديم التحية والإجلال لأرواح الشهداء الذين سقطوا ويسقطوا دومًا من أجل فلسطين، كما تعهد بالمضي قدمًا في مسيرة "الصمود والكفاح والمقاومة حتى نيل الحرية والعودة والاستقلال وحتى ينعم شعبنا بحياة العزة والكرامة". مخيم اليرموك تطرق "مهندس الانتفاضة" إلى أزمة مخيم اليرموك، حيث دعا قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية إلى وضع خطة طوارىء فورية والعمل مع الأطراف العربية والدولية لتأمين عودة نحو 20 ألفاً من اللاجئين المحاصرين في المخيم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. أوضاع الأسرى أكد "البرغوثي" أن الحركة الأسيرة في حالة نضال مستمر، على الرغم من شدة حملات الاعتقال، وقال "هناك ارتفاع في وتيرة الاعتقالات وعدد الأسرى، فقوات الاحتلال استباحت الضفة خلال السنوات العشر الماضية، واستباحت مدينة القدس، وعلى مدار الساعة تمتلىء مراكز التحقيق وتزدحم السجون بمئات الأسرى الجدد شهرياً". كما شدد على أن الأسرى يعيشون ظروف قاسية وقاهرة، مع اشتداد العقوبات فيما يخص الزيارات العائلية والتعليم في الجامعة العبرية المفتوحة وقضية الأسرى المرضى وظروف النقل والعلاج والكانتين والعزل الإنفرادي وغير ذلك، وقال "الحركة الأسيرة تتوقع من الفصائل الفلسطينية والمنظمة والحكومة والهيئات ذات العلاقة أن تضاعف من جهدها لضمان تحرير الأسرى والتوقف عن التقصير والإهمال اتجاه هذا الملف الوطني بإمتياز". مؤتمر حركة "فتح" وبشأن عقد المؤتمر السابع لحركة فتح بشكل مفاجىء، قال "البرغوثي" إن "عقد الاجتماع قريباً هو بداية آمل" وأكد أنه حتى يتم ضمان نجاح المؤتمر فيجب أن تتوفر كل شروط النجاح وفي مقدمتها تنقية الأجواء الداخلية واحترام النظام والإلتزام به، والحفاظ على حقوق الكادر ورفض أي مظهر من مظاهر التعسف والفصل، والعمل على تعزيز وحدة الحركة وضمان عضوية الكادر الذي يستحق العضوية، وبما يحقق أوسع تمثيل لمناضلي الحركة جغرافياً وعمرياً ومهنياً. من جانب آخر؛ قال "مروان البرغوثي" إنه في ظل المأزق الخطير الذي وصلت إليه القضية الوطنية الفلسطينية، وحالة الانقسام الكارثية، وفي ظل حالة التآكل والعجز التي يعيشها النظام السياسي الفلسطيني وهشاشة شرعيته وشلل العملية الديمقراطية، واستمرار العدوان والاستيطان والتهويد، لابد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده النهوض ووضع حد لهذا الوضع الخطير وبلورة استراتيجية وطنية تستفيد من تجربة العقد الماضي تحديداً والتجربة الفلسطينية برمتها. وشدد على ضرورة "عقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل بمشاركة جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي والأحزاب والقوى وممثلي المجتمع الأهلي والمدني والإتحادات والنقابات والبلديات والمخيمات وممثلي الجاليات الفلسطينية في العالم وممثلين عن المستقلين والمثقفين والمفكرين والأكاديميين مع تمثيل أصيل للمرأة والطلاب والشباب ورجال الأعمال، بحيث يشمل المؤتمر تمثيلاً للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، لتدارس ومناقشة الوضع الفلسطيني وما آلت إليه الأوضاع لإقرار استراتيجية وطنية شاملة". الانقسام الفلسطيني وقال "البرغوثي" بشأن حالة الانقسام الفلسطينية، "نحن للأسف أمام نخبة سياسية فلسطينية منقسمة عاجزة تتحمل مسؤولية ما آلت إلية الأوضاع، ومن المؤسف أن الانشغال الكبير ليس في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يتقدم في تحقيق أهدافه بالسيطرة الكاملة على فلسطين، بل في المناكفات الداخلية وفي التنافس والصراع على سلطة فاقدة لأدنى مكونات السلطة وشروطها". الحكومة الفلسطينية أشاد "البرغوثي" بتشكيل حكومة وفاق وطني، واصفًا إياها ب"خطوة بالإتجاه الصحيح"، لكنه أكد على أنها لن تنجح في ظل استمرار تعثر المصالحة وعدم التوصل إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة وإطار تمثيلي جامع، وهي لا تستطيع معالجة هذه الأمور وليست من مسؤوليتها، ودعا الحكومة إلى مضاعفة جهدها وبذل كل ما تستطيع لتذليل العقبات لفتح المعابر وإطلاق عملية الإعمار وإنهاء الحصار. الانتخابات الفلسطينية في شأن الانتخابات الفلسطينية، قال "البرغوثي" إن الانتخابات هي استحقاق وطني وقانوني وهي حق للشعب الفلسطيني ومن المؤسف تعطيل الديمقراطية في فلسطين، واستمرار هذا التعطيل هو اعتداء على حق مقدس للشعب الفلسطيني، ولكنه أكد أن إجراء الانتخابات يجب أن لا يخضع لأية حسابات فئوية أو شخصية لأن الشعب بحاجة إلى قيادة منتخبة ديمقراطياً، ولم ينفِ "البرغوثي" ترشحه من عدمه، حيث قال "عندما يتم تحديد موعد نهائي للانتخابات متفق عليه من الجميع فإنني سأتخذ القرار الذي يلبي نداء الوطن والواجب ويستجيب للإرادة الشعبية". عدوان عسكري جديد على قطاع غزة يرى القيادي الفلسطيني "مروان الرغوثي"، أن قطاع غزة يجب أن يكون في أعلى درجات الجاهزية لأن احتمالية عدوان عسكري جديد أمر وارد، وإن كان فشل العدوان الأخير وصمود الشعب ومقاومته شكلت حالة إحباط للجيش الإسرائيلي. الانتخابات الإسرائيلية عن نتائج الانتخابات الصهيونية قال "مروان البرغوثي"، "كل إناء بما فيه ينضح"، مؤكدًا أن المجتمع الصهيوني يسير بخطى سريعة نحو دولة عنصرية فاشية متطرفة، وأضاف أن "الانتخابات تؤكد بشكل قاطع أن مشروع التسوية السياسية مع المشروع الصهيوني قد فشل تماماً، ويتطلب ذلك وضع استراتيجية فلسطينية وطنية شاملة لمواجهة هذه الحقيقة والتوقف عن تسويق الأوهام والخروج من حالة العجز والفشل والتقاعس في مواجهة هذا المشروع". وأضاف "يتوجب أن يكون واضحاً أن لا مجال للتفاوض مع هذه الحكومة قبل إقرار هذه الحكومة أو غيرها بمبدأ الإنسحاب الشامل لحدود عام 1967، وإنهاء الاحتلال والإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدسالشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقاً للقرار الدولي 194 والإفراج الشامل عن الأسرى والمعتقلين". الحملة الدولية لإطلاق سراح "البرغوثي" انطلقت الحملة الدولية في أكتوبر عام 2013 من زنزانة الزعيم الافريقي الراحل "نلسون مانديلا"، وبحضور شخصيات دولية وعربية، وجاء إطلاق الحملة الدولية وتبنى إعلان "روبن ايلاند" المؤسس لها تتويجاً لجهد سنوات قادته المحامية "فدوى البرغوثي"، وشارك في هذه الحملة عدد من الشخصيات الحائزة على جائزة نوبل للسلام وقيادات سياسية دولية ونواب وشخصيات إعتبارية وممثلي مؤسسات دولية وأسرى سابقين بارزين من مختلف القارات، وانبثق عنها لجان في عدد من العواصم والمدن. ويرأس الحملة الدولية صديق ورفيق درب نلسون مانديلا المناضل "أحمد كاثرادا" الذي قضى 26 عاما في سجون نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتم منح "البرغوثي" مواطنة الشرف في عشرات المدن الفرنسية ومدينة باليرمو الإيطالية، وهي التي أعدها "البرغوثي" بمثابة "تكريم لشعبنا ونضاله". الانضمام للجنائية الدولية أكد القيادي الفلسطيني "مروان الرغوثي" على أن حصول فلسطين على العضوية "خطوة هامة في الإتجاه الصحيح" وتمنح الفلسطينيين مزيدا من الأوراق والفرص لملاحقة الجرائم الإسرائيلية، لكنه ذكر بأن مئات من القرارات الدولية بما فيها فتوى محكمة العدل الدولية حول جدار الفصل العنصري لم يتم تنفيذها بسبب تركيبة النظام الدولي، وانطلاقًا من هذا دعا "البرغوثي" الفلسطينيين للإعتماد على سواعدهم وأنفسهم وشبابهم من أجل إنجاز الحقوق الوطنية إلى جانب الجهد السياسي والدبلوماسي والقانوني وهو أمر مهم.