تحاول الولاياتالمتحدة إصلاح علاقتها الخارجية مع الدول التي صنفتها في الماضي على أنها راعية للإرهاب، وقد حدث ذلك مع كوبا، حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما التقى نظيره الكوبي راؤول كاسترو يوم السبت في أول محادثات بين البلدين منذ أكثر من 50 عاما فيما يسعى الرئيسان إلى تحسين العلاقات بعد عقود من العداء. وتضيف الصحيفة أن "أوباما" وصف المحادثات مع "كاسترو" بأنها "تاريخية" وقال إن البلدين بإمكانهما إنهاء عداء سنوات الحرب الباردة، لكنه قال أيضا إنه سيواصل الضغط على كوبا لتحسين سجلها في حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن "كاسترو" أكد أن المؤتمر "صريح ومثمر"، موضحا أن العمل سيستمر لإعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية وفتح سفارة البلدين في كل من واشنطن وهافانا. وتوضح "نيويورك تايمز" أنه مع ذلك، أعلن "أوباما" أن خطوات التطبيع بين البلدين لن تكتمل بشكل سريع، حيث لم يصل إلى حد الإعلان عن القرار النهائي، وقال لكاسترو خلال اجتماعهما في بنما على هامش قمة الأمريكتين :"نحن الآن في وضع يسمح لنا بالمضي قدما نحو المستقبل، عبر الزمن من الممكن لنا أن نطوي الصفحة ونطور علاقة جديدة بين بلدينا." وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيسين اتفقا في ديسمبر على السعي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها واشنطن عام 1961، ومنذ هذا الاتفاق خفف أوباما بعض القيود الأمريكية على السفر والتجارة مع كوبا والتي فرضت على الجزيرة في إطار سياسة أمريكية منذ وقت بعيد. وقال الزعيم الكوبي الذي تولى الرئاسة بعد تقاعد شقيقه الأكبر فيدل كاسترو بسبب المرض عام 2008 :"نعتزم مناقشة كل شيء لكننا بحاجة إلى التحلي بالصبر، الصبر الشديد"، وذكرت الصحيفة أنه يبدو أن أوباما اقترب الآن من رفع اسم كوبا من قائمة الدول التي تقول واشنطن إنها ترعى الإرهاب، وقد وضعت كوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 1982 عندما دعمت حركات التمرد الماركسية في أمريكا اللاتينية والتي توقفت مع نهاية الحرب الباردة، ولا يوجد على القائمة الآن سوى إيران وسوريا والسودان. وتوضح الصحيفة أن رفع اسم كوبا من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإهاب سيؤدي إلى تخفيف بعض العقوبات المالية المفروضة على الجزيرة وسيسرع من التقارب بين أوباما وكاسترو، لكن لم يتضح بعد متى سيعلن أوباما هذه الخطوة. وردا على انتقادات القادة الآخرين للسياسة الأمريكية في الماضي نحو أمريكا اللاتينية بما في ذلك دعمها للانقلابات العسكرية والنظم الدكتاتورية إبان الحرب الباردة؛ قال أوباما في وقت سابق إن سجل واشنطن كان بعيدا عن الكمال لكن هذا قد تغير وإنه سيواصل الضغط من أجل المزيد من الديمقراطية. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوكوبا تدهورت سريعا بعد أن اطاح فيدل كاسترو وجيشه المتمرد بالديكتاتور فولجنسيو باتيستا المدعوم من الولاياتالمتحدة في يناير عام 1959، وسرعان ما اتجهت الجزيرة نحو اليسار واقامت تحالفا وثيقا مع الاتحاد السوفيتي السابق. وكان آخر اجتماع رفيع المستوى بعد الثورة بين كوباوالولاياتالمتحدة قد عقد في أبريل عام 1959 بين نائب الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون وفيدل كاسترو الذي كان رئيسا لوزراء كوبا في ذلك الوقت.