تشهد تركيا انتخابتها البرلمانية بعد نحو شهرين وتستعد الأحزاب التركية لخوض هذه الانتخابات الحاسمة، حيث ترغب المعارضة في الحفاظ على الهوية التركية البرلمانية ومن جهة أخرى يرغب حزب العدالة والتنمية تغير الهوية إلى رئاسية، وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" إن الأحزاب السياسية في تركيا والتي تخوض الانتخابات البرلمانية في 7 يونيو المقبل وضعت بالفعل قوائم مرشحيها، ولكن إعداد تلك القوائم كانت مهمة صعبة بالنسبة لجميع الأطراف، وبالنظر لهذه القوائم توضح أن الانتخابات ستكون صعبة وقاسية. وتضيف الصحيفة أن المشكلة الكردية تسيطر على حزب الشعب الديمقراطي الكردي وبدا ذلك واضحا على قائمة مرشحيه، فهناك بعض المرشحين المستقلين انضموا إلى القائمة للدخول تحت سقف البرلمان، وربما هذه الخطوة للتغلب على نسبة 10% غير العادلة، مشيرة إلى أن "صلاح الدين دميرتاز" رئيس الحزب المدافع عن الأكراد يعمل على زيادة الأصوات ليكون من المستحيل عمليا لحزب العدالة والتنمية الحاكم أن يضمن الأصوات لتعديل الدستور وتحويل البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي يضعف الضوابط والتوازنات، كما يرغب الرئيس "رجب طيب أردوغان". وترى "حرييت" أن هذا الجزء هو الأكثر إثارة في الانتخابات التركية لأنها تدور حول تغير نظام البلاد، مشيرة إلى أن برنامج الحزب الكردي يستهدف الأصوات الاشتراكية والليبرالية، وكذلك الأكراد المحافظين الذين صوتوا في الماضي لصالح حزب العدالة والتنمية. وتلفت الصحيفة التركية إلى أن الحزب المعارض الرئيسي "الشعب الجمهوري" جعل أسلوبه أكثر شفافية، حيث إن زعيمه "كمال قليتش دار أوغلو" قرر أخذ الاجراءات الانتخابية الأولية، كما طالب رئيس حزب العمال الاشتراكي في تركيا "تورجوت كوجاك" ورئيس حزب الشعب الثوري "جلال أوزجان"، خاصة من أنصار المعسكر اليساري، بالتصويت لصالح حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 7 يونيو القادم، وذلك خلال مؤتمر صحفي حضره نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري "ولي آغبابا" مناشدا جميع أنصار الحركة اليسارية بدعم الحزب الكمالي المعارض والتصويت لصالحة في الانتخابات "للتخلص من فترة ظلام حكومة العدالة والتنمية بعد إسقاطها في صباح يوم 8 يونيو القادم"، بحسب قولهم، مؤكدين أن الجمهورية التركية بدأت تفقد مكاسبها العظيمة بسبب السياسة الخاطئة لحزب العدالة والتنمية، المناهض لمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وقيم الجمهورية العلمانية. وتضيف "حرييت" أن هناك أسماء مثيرة للجدل على قائمة حزب الشعب مثل "سيلينا دوغان" وهي من الأرمن الترك، مرشحة للأقليلات الغير مسلمة، مشيرة إلى أن الحزب المعارض يهدف إلى زيادة أصواته من 25% إلى 30%. وتوضح الصحيفة أن حزب الحركة القومية له أساليب مبهمة حتى الآن بشأن تحديد المرشحين، وقد قررالأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي المرشح التوافقي لحزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية في الانتخابات الرئاسية الماضية البروفيسور "أكمل الدين إحسان أوغلو" خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.