تشتهر الإسماعيلية بمهرجاناتها الشعبية التي ميزتها وجعلت اسمها معروفًا حول العالم منها مهرجان الفنون الشعبية والأفلام التسجيلية، إضافة إلى المهرجانات الرياضية ومنها "سباق الهجن السنوي" . وأطلق اللواء "ياسين طاهر" في حضور ممثل وزارة الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد المصري للهجن إشارة بدء المهرجان في دورته الرابعة عشر أول أمس الثلاثاء، وقال الشيخ "سليمان الزملوط" رئيس الاتحاد المصري للهجن إن سباقات الهجن تمد جسرًا بين الماضي والحاضر فهي من تراث الأجداد وتجمع الأبناء في الحاضر حول التنافس والقيم والحفاظ على التراث . وأضاف أنه لأول مرة يتحول مهرجان الإسماعيلية للهجن لمهرجان دولي، فيما تحمل هذه النسخة اسم الملك "عبد الله بن عبد العزيز" خادم الحرمين الشريفين السابق رحمه الله . ويقام مهرجان الهجن بمحافظة الإسماعيلية منذ فترة التسعينات بصفة سنوية، إلا أنه توقف لفترة بعد أحداث ثورة 25 يناير ثم أعيد تنظيمه من جديد في مارس 2014 . ويحصل الفائز بالسباق على سيفًا ذهبيًا، وإضافة إلى السباق الرئيسي تلعب أشواط في مختلف السباقات، ويحصل الفائزين على كؤوس كرمز للتفوق في تلك الأشواط . واستمرت فاعليات السباق على مدى يومين هما 24 و25 من شهر مارس الجاري، والذي أقيم بمقر مضمار السباق بصحراء "سرابيوم" بمركز ومدينة فايد على وصلة طريق القاهرة بمشاركة 5 وفود عربية هي "المملكة العربية السعودية والكويت والأردن والإمارات والسودان" . وتقام عدة سباقات للهجن في مختلف محافظات مصر ذات الظهير الصحراوي، ومن أشهرها بطولة أسوان للهجن وبطولة نويبع للهجن وشمال سيناء في كل عام، بينما يعد سباق الإسماعيلية أول سباق دولي بعد إلغاء دورة هذا العام من السباقين . وعلى هامش السباق يعقد ما يسمى ب "السهراية بدوية"، تشمل عروضًا للفن الشعبي البدوي، وفقرات من الشعر البدوي لعدد من الشعراء وتنافساً للتبادل الثقافي . وقد فازت السعودية بجائزة السيف الذهب هذا العام، بينما حصدت الكويت المركز الثاني والأردن المركز الثالث والسودان المركز الرابع ومصر الخامس . وسلم محافظ الإسماعيلية السيف الذهبي للمهرجان إلى الفائز بالمركز الأول "إبراهيم أبو حميد" من قبيلة أم زينة من المملكة العربية السعودية، بينما فاز بالمركز الثاني "توفيق دغيمش" من الكويت، وبالمركز الثالث "محمد حميد" ممثلًا للأردن، وحصلت السودان على المركز الرابع، وجاءت مصر في المركز الخامس للسباق . وتشتهر عدد من القبائل المصرية بمشاركتها في مثل تلك المهرجانات منها "الحويطات والبياضية وأم زينة والتياهة والترابين والعقايلة والعليقات والاحيوات والشرارات وبلى والسواركة والمساعيد والطميلات والرشايدة والعيايدة والمعاذة والعزازمة والعوازم" . يعتبر سباق الهجن أو سباق الجِمال هي رياضة شعبية تمارس في مناطق في الشرق الأوسط، وكذلك في أفريقيا وأستراليا، في هذه الرياضة تتسابق الهجن أو الجمال بسرعة تصل إلى 64 كم/س في مضامير مخصصة لهذا السباق . تشبه هذه الرياضة إلى حد كبير سباق الخيل، يقود الجمال فرسان صغار في السن، لا يتخطى وزنهم في الغالب 45 كيلوغرام، وتلزم عدد من الأدوات للتحكم في الهجن . "الخطام" وهو الحبل الذي يجعل في طرفه ويقلد البعير ثم يثنى على مخطمه، و"القرن" وهو حبل يقرن فيه بعيران والهجار وهو الحبل الذي يشد به رسغ البعير . وكذلك "العقال" وهو الحبل الذي تشد به ركبة البعير و"القيد" أو الحبل الذي تقيد به يدا البعير ويترك ليرعى دون أن يبتعد و"الرفاق" أو الحبل الذي يشد به عضد البعير لئلا يسرع . إضافة إلى "الطوال" والحبل الذي يشد به البعير فيمسك صاحبه بطرفه الآخر ويرسل البعير في المرعى و"الشداد" وهو الجزء الخشبي المكون من الأظلاف الخشبية والصلائب التي توضع أمام السنام . بينما "البطان" هو الحزام الذي يلف حول الصدر لتثبيت الشداد، و"الحقب" هو الحبل الذي يشد به الرحل أو الشداد إلى بطن البعير، و"الساحة" هي بساط صوفي له فتحتان يوضع فوق الشداد أو الرحل و "المحوى" هو لفافة على شكل صرة توضع خلف السنام وتتصل بالشداد كي يجلس الراكب عليها، وإذا ما وضعت خلف الرجل فهي للرذيف و "الخرج" هو وعاء آلات المسافر على الخرج و"الجاعد" هي جلد خروف أو غيره يوضع على الخرج لإراحة الراكب . وتعتبر "الهجن" رياضة عربية أصيلة مارسها العرب في الجاهلية والإسلام، وتوارثتها الأجيال على مرِّ العصور والأزمان، وهو تراث عريق قيِّم تقدره الأجيال الحاضرة . وهناك أنواع من هجن السباق منها "الهجن العمانية"، والنوع الثاني "الهجن السودانية"، وهي من أرض السودان، وتتميز بخفة الحركة والسرعة، أما النوع الثالث فهو "هجن الجزيرة العربية" وتتميز بقوة جسدها وقدرتها على التحمل، و"الهجن" مهما كان نوعه فلا قيمة له إذا لم تتم العناية به وتدريبه، فالهجن الجيدة بحاجة إلى عناية ومضمّر جيد . وتسمى "الهجن" بحسب أعمارها فتكون "لقية" من 3-4 سنوات أو "جذعه" من 4-5 سنوات و "ثنايا": من 5-6 سنوات مع بدء ظهور سنّين جديدين و"الحيل" أكثر من 7 سنوات مع ظهور أربعة أسنان جديدة .