حالة من الاضطراب والتوتر تبدو واضحة في تصرفات الرئيس السوداني عمر البشير ، حيث يغض الطرف عن المشكلات العميقة التي تمر بها السودان ويتطرق لتحليل وشرح مواقفه الخارجية مع دول الجوار والدول العربية، ففي الوقت الذي توجه فيه فريق عمل ثلاثي يضم ممثلين للحكومة السودانية والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، الأربعاء الماضي، إلى إقليم دارفور في زيارة تستغرق أسبوعا، لإعداد تقرير بشأن إستراتيجية مغادرة بعثة حفظ السلام "يوناميد"، انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة التقرير الذي عرضه الأمين العام، بان كي مون، الثلاثاء الماضي ، علي أعضاء مجلس الأمن بشأن مهام (يوناميد)، ووجه فيه انتقادات لاذعة للخرطوم بشأن الأوضاع في الاقليم المضطرب. وجاءت اجتماعات المجموعة تماشياً مع نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2173 الصادر بتاريخ 27 أغسطس 2014، الذي طالب الأمين العام ب "التنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والسعي للتعرف على وجهة نظر جميع الأطراف ذات الصلة لإعداد توصيات بشأن ولاية اليوناميد وتكوينها في المستقبل واستراتيجية خروجها، فضلا عن علاقتها مع الجهات الفاعلة الأخرى للأمم المتحدة في السودان". في غضون ذلك انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة، حسن حامد حسن التقرير الذي عرضه الأمين العام، بان كي مون، الثلاثاء علي أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن مهام بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في إقليم دارفور، وقال السفير السوداني إن بلاده "ترفض بشدة إشارات الأمين العام الواردة في التقرير حول توقف الأعمال التحضيرية للحوار (مع المعارضة)، وما أطلق عليها بان كي مون جهود العملية السياسية في الفترة الماضية"، وعلى صعيد مماثل من الاضطرابات قام مبعوث أممي ببحث الوضع المضرب بين الحكومة والمعارضة السودانية في مباحاثات بأديس أبابا، ومنها قام الرئيس عمر البشير باتهام أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية بالوقوف وراء الإتفاق ووصف الموقعين عليه بأنهم "خونة ومرتزقة". تجاهل البشير كل تلك الاضطرابات وركز على الحديث عن علاقاته الخارجية متعهداً بحل "المشاكل" مع مصر عبر الحوار والتفاوض، وقال البشير لدى مخاطبته، حشدا بمدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر التي تربطها حدود مع كل من مصر وأريتريا فضلا عن مواجهتها للشواطئ السعودية على البحر الأحمر، "مشاكلنا مع الجارة مصر سنحلها بالحوار والتفاوض وبالتي هي أحسن". وتابع "أما علاقاتنا مع أريتريا لبن على عسل"، مثنيا على دور دول الجوار في تحقيق الاستقرار، ووعد الرئيس بإكمال مشروعات الكهرباء التي ستغطي كل مدن الشرق، بجانب تأهيل طرق ربط داخلية وأخرى خارجية تمتد حتى حدود اريتريا، وتعهد بجعل مدينة بورتسودان المركز الصناعي الأول في شرق افريقيا. وأضاف أن ساحل البحر الاحمر سيشهد قيام موانئ جديدة ومناطق حرة ليس لخدمة الاقتصاد السوداني فحسب بل لخدمة تجارة واقتصاد جميع الدول غير المتشاطئة للبحار، موضحا أن السودان أبرم اتفاقات مع تشاد واثيوبيا وغيرها لتسهيل تجارتها عبر الموانئ السودانية، ووعد البشير بتدريب وتطوير العمالة اليدوية بهيئة الموانئ وعمال الشحن والتفريغ لقيادة حركة التغيير ومواكبة تطور آليات المناولة.