ألف عدة قصص وروايات، تحول عدد منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، كما كتب أكثر من 40 تمثلية إذاعية، 40 قصة قصيرة، و27 رواية طويلة، وحصل على عدة جوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب. ثروت أباظة، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بورم خبيث في المعدة، من أشهر كتاب الرواية المصرية، ومن أعلام محافظة الشرقية، وله إسهاماته العديدة في الأدب. حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وبدأ حياته العملية بالعمل بالمحاماة، وبدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشر، وهي بداية مبكرة، واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية، وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي ابن عمار وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان الحياة لنا. تولى رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1974، ورئاسة القسم الأدبي بصحيفة الأهرام بين عامي 1975 و1988، وظل يكتب في الصحيفة نفسها حتى وفاته. كما شغل منصب رئيس اتحاد الكتاب، وقد تولى منصب وكيل مجلس الشورى، كما كان عضواً بالمجلس الأعلى للثقافة، وبالمجالس القومية المتخصصة، ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ورئيس شرف لرابطة الأدب الحديث، وعضواً بنادي القلم الدولي. وفن القصص عند ثروت أباظة قطعة من نفسه، وقرين ذاته، فيظل مقترنا بها لا ينفصل عنها حينما تواتيه فكرتها حتي تخرج مستوية البناء مكتملة الأركان والفن القصصي عنده متنوع الاتجاهات متعدد السمات، فلم يحصر نفسه في اتجاه معين. يعرض للبيئة الريفية أو الحياة المدنية وقد يركز علي شريحة غنية أو فقيرة تنتمي للطبقات العليا أو للطبقات الدنيا، فنجد هذا التنوع وسم قصصه بالثراء والمتعة. حينما يكتب ثروت أباظة نجد الخطوط واضحة والأفكار بينة وتسير بعد ذلك الأحداث وفق ما تسير، والقصة بما تمتلك من قواعد يكون الكاتب أكثر حرية في التعبير من خلالها عن وجهة نظره لذا نجده واضح السمت في كتاباته. وتزخر قصصه بقطع من ذاته، وذلك يرجع لسعة اطلاعه وإتقانه للغته وتمكنه من فنه الأدبي, وذلك يظهر جليا في قصصه حيث تظهر سماته وخصاله. كتب عنه أحد تلاميذه الدكتور عبد العزيز شرف قائلاً: "الأيام الخضراء"، قصة من أجمل القصص التي كتبها ثروت أباظة، نتخذ منها شارة للاحتفال بعيد مولده؛ ولتاريخ ميلاده قصة يرويها لنا؛ إذ ولد بالقاهرة في 28 من يونيه عام 1927 ؛ ولكن والده رحمه الله لم يشأ أن يقيد ميلاده بالقاهرة فانتظر حتي ذهب إلي بلدته في الريف "غزالة الخيس" مركز الزقازيق بإقليم الشرقية، وقيد ميلاده هناك، وبذلك جاء تاريخ ميلاده الرسمي المقيد بشهادة الميلاد والبطاقة العائلية وجواز السفر بتاريخ 51 من يوليو 1927. ويوم مولده كان أبوه إبراهيم الدسوقي أباظة "باشا" عضواً بمجلس النواب، ثم صار وكيلاً لهذا المجلس سنة 1930 و1938 ، بعدها تم تعيينه وزيراً عدة مرات واستمر في إحدي هذه المرات خمس سنوات متتالية في الوزارة. وهذا المولد وتلك النشأة التي تجمع بين أب ينتمي إلى الريف ويدين له بكل ما وصل إليه من مجد ووصل في نفس الوقت إلي أعلي مراتب الدولة هذا كله جعل ثروت أباظة يخالط كل الطبقات مخالطة مباشرة تامة أتاحت له التعبير عنها بصدق فني فيما كتب من قصص وما أبدع من روايات. لقد تنوع إبداع ثروت أباظة ما بين الرواية والقصة والمسرحية والمقالة والدراسة، ولكنها من خلال هذا التنوع تتسلل إلى أعماق النفس وإلى خلجات المشاعر ونأمات الضمير، لتكون أخلاق الناس وتريهم الكون جميعاً في أحرف وكلمات.