تكرر في الآونة الأخيرة عمليات سرقة لسيارات "فنطاس مياه" من قبل التكفيريين بمحافظة شمال سيناء، بل وتكررت محاولات تفجير هذه السيارات عن طريق انتحاري في مقرات أمنية بعد أن يتم تفخيخها بكميات كبيرة من المتفجرات التي تجعلها إن اقتحمت مبنى تطرحه أرضًا في لحظة، ولكن تعامل القوات الحذر مع مثل هذه السيارات بإطلاق النيران قبل اقترابها من المباني هو ما يقلل من نسبة الخسائر التي يمكن أن تخلفها مثل تلك العمليات الإرهابية . حيث شهدت محافظة شمال سيناء خلال الأيام الماضية عدة حوادث سرقة لسيارات "فنطاس مياه" تابعة لشركة المياه والصرف الصحي بعدة مناطق بالمحافظة، وجاءت آخر تلك السرقات أمس الثلاثاء، حين سرق مجهولين سيارة "فنطاس" تابعة لشركة المياه تحت تهديد السلاح بمنطقة الطويل التابعة لمدينة الشيخ زويد بعد ساعات من تنفيذ عملية إرهابية بفنطاس آخر تم سرقته من قبل، وهو ما أرجعه الكثيرين لنية العناصر المسلحة في استخدامها لمذبحة جديدة للقوات عقب تفخيخها بالمتفجرات وبهذه السيارة يرتفع عدد السيارات "الفنطاس" المسروقة بمحافظة شمال سيناء ليصل إلى 5 سيارات وسط التكثيف الأمني للبحث عن المسروقات بعد كل عملية . وفي دليل على يقظة القوات في كل مرة يتم فيها استهداف مقر أمني عن طريق سيارة مفخخة من التي يتم سرقتها من شركة المياه، تتعامل قوات الأمن في كل مرة مع السيارة قبل اقترابها من المقر الأمني عن طريق إطلاق النيران المكثف، حتى يتم تفجيرها قبل اقتحام المبنى لكي لا تخلف عدد كبير من الضحايا جراء الحادث . استيقظت شمال سيناء أمس الثلاثاء، على عملية انتحارية نفذها تكفيري حين اقتحم بسيارة "فنطاس" مفخخة ب طن من مادة ال "TNT"، أحد معسكرات قوات الأمن على مدخل مدينة العريش، مما أدى إلى مقتل سائق سيارة تابعة لشركة المياه المجاورة للمبنى تواجد بالصدفة بموقع الحادث، بالإضافة إلى إصابة 50 آخرين من مجندين ومدنيين نتيجة تطاير زجاج المعسكر والمباني المجاورة . حيث أدى الانفجار إلى تهشم زجاج عدد من المباني التابعة للمعسكر وهدم 50 مترًا من السور، وتحطيم 4 سيارات تابعة للقوات، وإحداث حفرة عميقة بمحيط السيارة بعمق مترين وعرض 15 مترًا، كما أسفر الانفجار عن تهشم واجهات كافة المباني القريبة من المعسكر، وتحطمت الواجهات الزجاجية لجامعة سيناء الخاصة، ووقعت عدة شروخ بالمباني، كما تهشمت نوافذ مبنى جهاز تنمية شبه جزيرة سيناء وسقطت الأسقف المعلقة الموجودة بالمبنى . وأشار مصدر أمني إلى أنه لولا يقظة القوات وتعاملها على الفور مع السيارة عند اقترابها وقبل اقتحامها للمبني لكانت الخسائر فادحة ولراح ضحية التفجير عشرات القتلى من الأمن والمدنيين . وأعلن تنظيم "ولاية سيناء" تبنيه للعمل الإرهابي الذي وقع صباح اليوم على معسكر الأمن المركزي في مدينة العريش، وقال حساب منسوب للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": تم بفضل الله إصابة العشرات بعملية استشهادية استهدفت معسكر قوات الأمن بمدينة العريش شمالي سيناء"، وهو ما يدل على اعتراف التنظيم بسرقة سيارات شركة المياه لاستخدامها في التفجيرات . في 29 يناير الماضي شهدت الكتيبة 101 حرس حدود بمدينة العريش بشمال سيناء عدة تفجيرات انتحارية وسيارات مفخخة، أدت إلى استشهاد عشرات الضباط والجنود، وكان الحادث هو الأكبر من نوعه في سيناء، وضمت قائمة الشهداء 14 جثة مجهولة الهوية، و22 شهيدًا هم: "عميد السيد أحمد فوزي صالح، الرائد هشام محمد عبد العال، نقيب محمد عادل رزق، وملازم أول أحمد محمد صلاح"، والجنود هم: "خالد محمد عبد العاطي، محمد عادل حسن، على عبد الوهاب أحمد، أحمد عصمت محمد، محمد عاطف عبد المنعم، هاني محمد عبد الله، أحمد عبد العزيز عبد المقصود، عادل عبد الرازق عبد المنعم، أحمد عبد الباقي محمود، شريف أحمد السيد، محمد محمود عبد الحفيظ، صلاح سالم محمود، محمد فتحي حسن حسين، أحمد عدوى السيد، فتح الله عامر فتح الله، حسن المتولي حسن، عبده سمير السعيد، مصطفى مجدي إبراهيم محمد" . وفي 14 فبراير الماضي شهدت المحافظة قيام مجموعة مسلحة يستقلان سيارتين مفخختين حاولا اقتحام قسم شرطة الشيخ زويد وتفجيره، وأطلقت القوات النار على السيارتين قبل اقتحامهما بوابة القسم وانفجرتا بعيدًا عن مبنى القسم وبداخلهما انتحاريان قتلا داخل السيارتين، ولاذت سيارة مسلحين آخرين بالفرار تجاه قرية الحسينات كانا سوف يقضون على ما تبقى من قوات بالقسم عقب تفجيره، ولكن باءت محاولة تفجير السيارتين المفخختين بالفشل في تكرار لسيناريو "الكتيبة 101″ .