استحوذ خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في الكونغرس على اهتمام الصحافة العالمية وخاصة الأمريكية، التي عارض بعضها هذا الخطاب الموجه ضد إيران، والذي يهدد أيضا أمن الولاياتالمتحدة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "نيويرك تايمز" الأمريكية إنه لم يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بوجود ترحيب حماسي أكثر مما كان عليه في الكونغرس الأميركي بالأمس، حيث الديمقراطيين والجمهوريين وغالبية الداعمين له، فقد دخل وسط التصفيق المدو، وهو يلوح بيده وكأنه بطل قاهر ويجري وسط تزاحم المشرعين وكأنه في طريقه إلى المنبر. وتوضح الصحيفة أنه حتى واشنطن غالبا لا ترى هذا المستوى من المسرح السياسي الاستغلالي، ولكن من الواضح أنه وبكل تأكيد وشكل مقصود يتحدى سياسة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الخارجية، خاصة بشأن الاتفاق النووي الإيراني. وتشير الصحيفة إلى أن "نتنياهو" لم يعرض أي حل بديل بل أنه وضع شروطا جديدة لانجاز اتفاق مع ايران ومن بينها وقف الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني، فهو لا يريد أبدا أي تفاوض مع إيران غير انه فشل في طرح اي بديل منطقي قد يفضي إلى وقف البرنامج النووي الإيراني. وتضيف الصحيفة الأمريكية انه بثت الكلمة على الهواء في التلفزيون والإذاعة الإسرائيلية، وجاءت في توقيت حساس سياسيا قبل أسبوعين من انتخابات تشتد فيها المنافسة ويسعى فيها نتنياهو للفوز بفترة ولاية رابعة. وتلفت "نيويرك تايمز" إلى آراء بعض المحللين، حيث وصف معلقون سياسيون من إسرائيل الكلمة بأنها أداء منمق من جانب سياسي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة، ولكنهم مع رأي الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" في أن "نتنياهو" لم يقدم شيئا جديدا في انتقاده للمحادثات التي تقودها الولاياتالمتحدة مع إيران. وتوضح الصحيفة أن "نتنياهو" يضغط من أجل صفقة أفضل، ولكنه من الواضح أنه لا يريد التفاوض بأي شكل لمنع جهود إيران النووية، وعلاوة على ذلك رغب في فرض شروط جديدة، مصرا على العقوبات الدولية، طالما واصلت إيران سلوكها العدواني، بما في ذلك العداء لإسرائيل، ودعمها لحزب الله الذي يدعو لتدمير إسرائيل، كما ندد بالنظام الإيراني الإسلامي الذي يشكل خطرا على إسرائيل والاستقرار الاقليمي من خلال دعمها للرئيس السوري "بشار الأسد" والجيش العراقي في بغداد والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان. وتختتم الصحيفة بقولها: على الكونجرس أن لا ينسى المصالح الأمنية الأميركية ويضعها في المقدمة، والتي من شأنه ان تشمل اتفاق صارم قد يتحقق مع إيران، وحال لم نجح الصفقة فعلى نتنياهو ان يتحمل اللوم. من جانبها، رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن كلمة "نتنياهو" أمس بيان قوي للشعب الأمريكي على موقف حزب الليكود الإسرائيلي والحزب الجمهوري الأمريكي من المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي، وأن خروجه بهذه الطريقة ربما يكون ضرره ل"نتنياهو" ومؤيديه الأميركيين أكبر بكثير من نفعه.