بعد وفاة سيدة وفتاة بمرض أنفلونزا الطيور واحتجاز أكثر من 6 أشخاص بمستشفى حميات الفيوم للاشتباه بإصابتهم بالمرض، سيطر الخوف على قلوب أهالي مدينة سنورس بسبب كميات مخلفات محلات ذبح الدجاج الملقاة بشوارع المدينة, و برك دماء الذبح الموجود إلى جوار صناديق القمامة أو بميادين الشوارع الرئيسية بعد فشل الوحدة المحلية وإدارة الصحة بالمركز في التغلب على المشكلة. أكد الدكتور مدحت شكري وكيل وزارة الصحة بالمحافظة, إيجابية العينة التي حصلت عليها مستشفى الحميات من المريضة نسمة.أ، 20 سنة، ربة منزل, ومقيمة بقرية قلمشاة مركز إطسا، واشتبه إصابتها بمرض أنفلونزا الطيور. وقال, شكرى، أن السيدة توفت عقب احتجازها بالعناية المركزة بالمستشفى بعد أن كانت تعانى من مشاكل في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة وشخص الأطباء أعراض المرض بالتيفود, بعد أن أخفى أقاربها والمرافقين لها عن الفريق الطبي المعالج للمريضة وجود دجاج نافق. وأضاف أن العينة أرسلت إلى معامل وزارة الصحة، فأكدت إيجابيتها لمرض أنفلونزا الطيور، وانتقلت فرق الطب الوقائي بالمديرية,. إلى منزل المتوفاه والحصول على عينات من المخالطين لها بأسرتها واحتجزت أثنين من أقاربها بالمستشفى كأجراء وقائي. وأشار مدير الصحة, أن الحالة الثانية كانت لفتاة تدعى منى م. س، (18 سنه)، من قرى مركز إبشواى، ودخلت للمستشفى تعانى من نفس الأعراض السابقة و تم الحصول منها على عينة أرسلت للمعامل المركزية للتحليل و لم ترد نتيجتها بعد ويشتبه إصابتها بذات المرض, و توفيت بالمستشفى. كان أهالي مدينة سنورس، رصدوا توافد أعداد كبيرة و أسراب من " طائر أبو قردان تحلق فوق أسطح المنازل و العمارات بالمدينة بحثاً عن الطعام بين مخلفات وأكوام القمامة، وأصبح ينافس القطط والكلاب في التهام بقايا المطاعم وأحشاء الدواجن والريش المخضب بالدماء الملقى بميدان سنورس، وهما من مخلفات محلات تعمل في مجال ذبح وتنظيف الدجاج بدون ترخيص و بالمخالفة لاشتراطات الأمن الصناعي بمديرية القوى العاملة وإدارات البيئة بالوحدات المحلية وأقسام الأغذية بإدارة الصحة، في الوقت الذي تدق فيه أجهزة الدولة ناقوس الخطر خشية تسلل فيروس أنفلونزا الطيور إلى مزارع الدواجن أو إلى عشش التربية المنزلية, بعد أن وصل الفيروس بالفعل إلى قرى الفيوم . وقال المهندس علاء أحمد عبد العال, إن " الفيوم " من المحافظات الشهيرة بالثروة الداجنة، وأنتجت سلالات ممتازة من الدواجن حازت على ثقة جميع المربين وأصحاب المزارع بمختلف المحافظات, و سيطرت حالة من الخوف بين الأهالي خشية عودة ظهور شبح مرض أنفلونزا الطيور بالمحافظة لأن مزارعها سبق وخسرت الملايين خلال السنوات الماضية بسببه، فذلك المرض اللعين تسبب أيضاً في بعض الوفيات. مشيراً أن المشكلة ما يحدث على أرض الواقع كشف عدم التنسيق بين أجهزة المحافظة المختلفة لمواجهة المرض الذي يصيب الطيور و ينتقل منها إلى البشر وذلك بسبب أن هناك محلات تعمل في مجال الدواجن دون أي اشتراطات صحية أو بيطرية و بعض محلات ذبح و تنظيف الدجاج بالمراكز لا يوجد لها تراخيص بل والأدهى أنها تعمل بدون مياه نقية أو صرف صحي للتخلص من الدماء و تتم أعمال الشطف و الغسيل بكوز و من براميل داخل تلك المحال و الدماء و الريش و بقايا الدواجن التي تلقى بالشارع للقطط و الكلاب. وحذر الدكتور أحمد برعي، رئيس وحدة بيطرية بإدارة سنورس و القيادي بحزب الوفد , من خطورة تواجد طائر أبو قردان الذي هجر الأراضي الزراعية و أنتشر بطريقة غريبة حول أكوام القمامة بمدينة سنورس , وأصبح ينافس القطط و الكلاب الضالة في التهام بقايا المخلفات الملقاة بوسط مدينة سنورس أمام شبكة الكهرباء. وأضاف أن بعض أصحاب محال بيع الدواجن وربات المنازل يتخلصون من الطيور النافقة بسبب مرضها أو سوء التخزين بسبب الحرارة , بإلقائها بنفس الطريقة في الشارع , مما ينتج عنها روائح كريهة تؤذى الجميع و تلتهما الكلاب و القطط و أبو قردان الذي سكن المناطق القريبة من أكوام القمامة و يمر إلى جوارها الأطفال , و يعبث بها نابشي القمامة الباحثين عن الكرتون و الأوراق و البلاستيك وسط أكوام القمامة , و طالب بضرورة التنسيق بين مفتشي الصحة بالمركز و المسئولين عن التراخيص بالوحدة المحلية لمركز و مدينة سنورس , و إدارة الأمن الصناعي بمديرية القوى العاملة لوضع حداً للمخالفات التي تهدد صحة أبناء المدينة بسبب التأخير في رفع المخالفات . و أكد الدكتور سعد عبد الوهاب الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الفيوم , من خطورة إلقاء مخلفات محلات الدواجن و الطيور النافقة بالشوارع , و قال إن ظهور طائر أبو قردان بشوارع المدينة بهذا الشكل يدعو للخطورة, مشيراً إلى أن وزارة الدولة لشئون البيئة العام الماضي أعلنت حالة الطوارئ بين صفوف فرقها بالفيوم, و أرسلت فرق بيطرية متخصصة للحصول على عينات من طائر مهاجر نفق في فصل الشتاء الماضي و عثر عليه بمنطقة قارون السياحية خشية أن يكون قد أصيب بالمرض, و يخشى أن ينتشر المرض بين طيور الفيوم عن طريق التهام أحشاءه من بعض الطيور أو الحيوانات. وكشف محمد رزق، مدرس ثانوي, الوحدة الملحية بسنورس بتحمل المسئولية ومراجعة تراخيص المحلات و توفيق أوضاع المخالف منها, مشيراً أن سويقة الوحدة المحلية بالمدينة مخصصة لبيع الخضر و الفاكهة و البعض غير نشاطها لنشاط ذبح و تنظيف الدواجن بالمخالفة للعقود مع الوحدة و رغم ذلك غضت إدارة التراخيص بالوحدة الطرف عنها عمداً , بل و تقاعست عن استلام مخلفاتهم من الريش و بقايا الدجاج مما أضطرهم لإلقائها بالشارع , و تساءل عن من يحمى الإهمال و يساند المتقاعسين.