أنهى الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" جولة دولية قصيرة بدأها بفرنسا حيث شارك في المظاهرات المنددة بالإرهاب مرورًا بتركيا وصولاً إلى مطار القاهرة الدولي للقاء بعض المسئولين ورجال الدين في مصر وهى الزيارة التي استمرت يومين، وجاء لقاء "عباس" الأربعاء الماضي بالرئيس "عبد الفتاح السيسي"، في مقر قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، عشية الاجتماع الوزاري الطارئ الذي يعقد بمقر الجامعة العربية الخميس. اجتمع "أبو مازن" الأربعاء مع الرئيس "السيسي" في مقر قصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة بالقاهرة، وأثناء الاجتماع استمع "السيسي" إلى شكوى مطولة من "أبو مازن" حول تصرفات حركة "حماس" وتصريحاتها المناهضة للسلطة، فيما رد الرئيس "السيسي" مؤكدًا على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، كما ألمح "السيسي" إلى أن فتح معبر رفح سيكون بما يتناسب مع الأوضاع الأمنية في مصر، وهو ما استقبله "أبو مازن" بتفهّم واضح. لم يغفل "السيسي" و"عباس" الحديث عن إعادة إعمار غزة، حيث ذكر الرئيس المصري أنه ينتظر وصول المساعدات الدولية حتى يجري دخولها من المعابر المخصصة لذلك، مستثنياً من ذلك "معبر رفح" بالقول إنه لن يسمح باستخدامه في إدخال مواد البناء وغيرها من السلع باعتباره غير مخصص إلا لعبور الأفراد، وفي شأن توجه السلطة الفلسطينية إلى الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، قال "عباس" إن السلطة لن تسعى إلى مقاضاة المسئولين الإسرائيليين في حال العودة إلى طاولة المفاوضات بصورة جدية خلال الأسابيع المقبلة. تناول اللقاء أيضا، خطورة التصعيد الإسرائيلي في القدس واستمرار الاعتداءات والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى، والمحاولات التي تمارسها إسرائيل لتحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني بفعل اقتحاماتها اليومية للأقصى، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها حكومة التوافق الوطني الفلسطينية لإعادة إعمار قطاع غزة في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى جهود تكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية. قدم "عباس" الشكر لمصر على جهودها المستمرة في دعم الشعب الفلسطيني وخاصة بقطاع غزة ومناصرته ودعم حقوقه الثابتة، وحضر الاجتماع عن الجانب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "صائب عريقات"، والناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة"، والمستشار الدبلوماسي "مجدي الخالدي"، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء "ماجد فرج"، وسفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية "جمال الشوبكي"، وحضر عن الجانب المصري رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء "خالد فوزي"، والناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير "علاء يوسف". زار الرئيس الفلسطيني الأزهر والكاتدرائية المرقسية في القاهرة، والتقى بشيخ المؤسسة الإسلامية الدكتور "أحمد الطيب"، وبابا الإسكندرية "تواضروس الثاني"، وبطريرك الكرازة المرقسية في المقر البابوي، وكان "عباس" قد التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي"، الثلاثاء الماضي، وبحثا تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. وعلى صعيد متصل يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب ،الخميس، اجتماعًا طارئًا هو الأول بعد رفض مجلس الأمن الدولي مشروع القرار العربي الخاص بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وفق سقف زمني محدد، وسيكون الاجتماع برئاسة وزير خارجية موريتانيا "أحمد ولد تكدي" وبحضور الرئيس الفلسطيني للنظر في عدد من القضايا في مقدمتها القضية الفلسطينية، وأكد نائب الأمين العام للجامعة العربية "أحمد بن حلي" أنه سيتم خلال الاجتماع بحث التحرك العربي المطلوب لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية. في الوقت نفسه ذكرت مصادر نقلا عن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "صائب عريقات"، أن الدول العربية ستتقدم قريبًا بمشروع يحمل صيغة جديدة في مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال.