عبَر عدد كبير من أهالي شمال سيناء عن استيائهم لانقطاع التيار الكهربائي، اليوم الجمعة، بالإضافة إلى تجمع مياه الأمطار في الشوارع مكونة "برك"، مع غياب شركات ومعدات إزالة المياه عن نقل المياه من الشوارع والميادين، أو حل مشكلة الكهرباء، كما وصف الأهالي ما تمر به المحافظة بإهمال متعمد من قبل المسئولين . واجتاحت حالة من الطقس السيئ مدن محافظة شمال سيناء، مع تساقط الأمطار بغزارة مصحوبة بالرياح والأتربة، مما تسبب في إعاقة حركة السير على الطرق، وحركة المواطنين بالشوارع، نتيجة لتراكم المياه، مع إغراق كافة الشوارع الرئيسية، وتجمع كميات كبيرة من المياه فى الميادين الرئيسية التي تحولت إلى برك ومستنقعات، كما انقطع التيار الكهربائي عن العديد من مدن شمال سيناء لساعات، نتيجة سوء الأحوال الجوية التي اجتاحت المحافظة . حيث يأتي المساء على أهالي شمال سيناء بالرعب والفزع، مع سماع أصوات الانفجارات التي تدوي في أنحاء المحافظة، وتطاير الطلقات النارية هنا وهناك، ليضاف إليها صوت الرياح العاتية، وأصوات تساقط الأمطار الشديدة، والتي تخترق أسقف المنازل والعشش التي تأوي فقراء وضعفاء سيناء، ليعيش أهالي سيناء مأساة ولعنة جديدة، وهي البرد الشديد الذي يخترق أسقف وجدران المنازل والعشش . فتنتشر بشمال سيناء العشش والمنازل المسقوفة بألواح "الاسبستوس"، والتي يقطنها الفقراء والمشردين من منازلهم، والذين يأتي الشتاء عليهم بمثابة اللعنة، فمع تدفق الأمطار تخترق المياه أسقف تلك المنازل والعشش ويغرق أصحابها، بل وكثيرًا ما تقتلع الرياح العاتية أسقف تلك المنازل، دون النظر إليهم بعين الرحمة أو الشفقة من قبل المسئولين بالمحافظة أو الحكومة، والتي تتزايد مأساتهم يوماً بعد يوم، بل ويعيشون في ترحال مستمر بحثًا عن الدفئ والأمان لهم ولأسرهم . ويأتي انتشار تلك العشش والمنازل المسقوفة بألواح خشبية في القرى الحدودية برفح، والقرى الواقعة جنوب مدينة الشيخ زويد، وليس فقط أصحاب تلك العشش والمنازل الذين يعانون من الشتاء، بل يعاني كل أهالي شمال سيناء من البرد القارس وتساقط الأمطار، والذي يستمر على مدار اليوم وبشكل متواصل . يقول "محمد.أ" أحد سكان القرى الحدودية برفح، إن معظم المنازل في قريته مسقوفة بألواح "الاسبستوس"، والتي قد تطايرت بفعل قوة الرياح، كما أن هناك العديد من العشش المبنية من الحطب وجدران بعض المنازل، قد تطايرت هي الأخرى نتيجة قوة الرياح . ومن جانبه قال "حسن الخميسي" أحد سكان مدينة الشيخ زويد، إن أعمدة الضغط المتوسط والإنارة، قد تعرّض بعضها للاقتلاع على إثر هبوب الرياح العاصفة، وتقطعت الأسلاك وتركت على الأرض، الأمر الذي قد يسبب كارثة بين اللحظة والأخرى مع استمرار تساقط الأمطار . وتقول "أميمة . ع" أحد سكان مدينة العريش، إن أحوال الطقس السيئة، زادت من فترة حظر التجول، مؤكدة أنها التزمت المنزل ولا تستطيع نزول الشارع حتى لشراء احتياجاتها المنزلية، حيث تتجمع المياه بالشوارع الفرعية والرئيسية، بل وأغلقت برك المياه المتجمعة بعض الشوارع بشكل كلي، كما منعت أولادها من الذهاب إلى مدارسهم، وليس هي بمفردها بل ومعظم أهالي المدينة، وذلك خوفاً عليهم من البرد القارص . وعلى الجانب الأخر قد تراجعت العمليات الإرهابية والهجمات المسلحة، على مدن المحافظة المختلفة، والتي عللها البعض نتيجة الأحوال الجوية السيئة، بينما يراها البعض الأخر نتيجة الجهود المضنية التي يقوم بها قوات الجيش الثاني الميداني بالتعاون مع أجهزة الشرطة وعناصر المخابرات الحربية، وقوات الصاعقة وعناصر حرس الحدود، بالإضافة إلى عناصر الاستطلاع وكذلك القبائل البدوية، من أجل تطهير سيناء من البؤر الإرهابية وأوكار التكفيريين، وعودة الأمن والاستقرار لها مرة أخرى، والذي فقدته منذ اندلاع ثورة "30يوينو" وعزل مرسي . هذا ويتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية غدًا "السبت" أن يسود طقس شديد البرودة على كافة الأنحاء، هذا وتتكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة شمالًا يصاحبها سقوط الأمطار على السواحل الشمالية وعلى الوجه البحري والقاهرة حتى شمال الصعيد تكون غزيرة ورعدية على سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر والرياح، أغلبها جنوبية غربية معتدلة تنشط على السواحل الشمالية وغرب البلاد، مما يؤدى إلى تدهور الرؤية الأفقية على الطرق وإلى اضطراب الملاحة البحرية على البحرين الأحمر والمتوسط.