في الأسبوع الأول من العام الجديد 2015 يحتفل المصريون بمولد النبي "محمد" عليه الصلاة والسلام (3 يناير)، والمسيح عيسى بن مريم (7 يناير).. وفي سيناء نجد الاحتفالات قد بدأت قبل انتهاء 2014 ليرفع الأهالي شعار "إيد واحدة"…نجد المسلم يستعد للاحتفال بالكريسماس …والمسيحي يشتري "حلاوة المولد" وهذا ما اعتاد عليه المصريون عامة والسيناوية خاصة، نظرًا لاهتمامهم بالعادات والتقاليد ومشاركة بعضهم البعض في جميع المناسبات…بالرغم من سوء الأوضاع الأمنية . حلاوة المولد "ممنوع الاقتراب" أكد الكثير من أهالي محافظة شمال سيناء أنهم يعانون من ارتفاع أسعار حلوى المولد النبوي، حيث يتراوح سعر الكيلو من 25 إلى 30 جنيهًا.. كما أنها تصل في أحيان كثيرة إلى 70 جنيهًا، مما يجعل الفقراء يبتعدون عن شراءها لترفع شعار "ممنوع الاقتراب" نظرًا لضيق الحال الفعلي بالمحافظة منذ بدء الحرب بين القوات الأمنية والإرهاب وحظر التجوال المفروض . يقول "محمد السيد" من العريش.. إن أسعار الحلوى هذا العام مرتفعة للغاية، ولا يمكن للأسرة محدودة الدخل أن تشتريها على الإطلاق، حيث يضطرون إلى شراء قطع حلوى لأبنائهم حتى لا يحرمون منها . بائعو حلوى المولد في جنوبسيناء يشكون حالة الركود وفي جنوبسيناء لا يختلف الوضع كثيرًا حيث اشتكى البعض من ارتفاع أسعار الحلوى وعروسة المولد.. كما اشتكى البائعون أيضًا من حالة الركود التي تشهدها حركة البيع مرجعين ذلك إلى غلاء الأسعار . وأوضح "علي السيد" أحد صحاب محال الحلوى بجنوبسيناء، أن الإقبال ضعيف مقارنة بالأعوام الماضية، وذلك لارتفاع أسعار الحلوى الناتج عن غلو أسعار المكسرات والمواد الخام المستخدمة في صناعتها . هذا وتنظم محافظة جنوبسيناء احتفالية كبرى بمناسبة المولد النبي الشريف، سيتم خلالها تكريم حفظة القرآن الكريم . الميلاد والكريسماس في شمال سيناء بطعم "الغربة" مع اقتراب أعياد الميلاد والكريسماس نجد الخوف والقلق يسيطر على أذهان الأقباط في محافظة شمال سيناء خشية استهدافهم من قبل العناصر الإرهابية.. وفي حلول سريعة اتجه البعض إلى الخروج من المحافظة وقضاء أعياد الميلاد والكريسماس خارجها، ولكن طعم "الغربة" يؤرقهم بينما لا يجدون مفر سوى ترك بيوتهم والمكان الذي عاشوا وتربوا وطالما احتفلوا فيه ليحتفلوا في أي مكان آخر يتمتع بالأمان . جاء ذلك على الرغم من أن الأجهزة الأمنية طمأنت المسئولين عن الكنائس بالمحافظة، وأكدت لهم أن تأمين الكنائس والأخوة الأقباط، خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد سيكون بشكل مكثف، وأن الخطة الأمنية بدأت منذ أيام، مشيرين إلى أن هناك جهودًا مضاعفة لخروج تلك الاحتفالات بصورة مؤمنة تمامًا . وقال اللواء "على العزازي" نائب مدير أمن شمال سيناء، إن خطة التأمين تتضمن تكثيف القوات بما يضمن التأمين الكامل لجميع مراسم الاحتفالات، ونشر عناصر تأمين سرية حول الكنائس التي ستشهد الاحتفال، وبالتحديد كنيسة العريش بمنطقة ضاحية السلام، نظرًا لتواجدها داخل منطقة يتواجد بها عدد كبير من المقرات الأمنية ومنها مبنى مديرية أمن شمال سيناء وقسم أول العريش ومبنى المرور والسجن المركزي . وأكد "العزازى" أن الخطة الأمنية تتضمن أيضًا انتشار عناصر الحماية المدنية، وإشراك الكلاب البوليسية المدربة على الكشف المبكر عن المفرقعات، ورفع كافة الإشغالات التي تعيق السيولة المرورية . ويقول "مجدي حنا" إن الخوف يسيطر على جميع الأقباط بشمال سيناء، خشية حدوث عمليات إرهابية تعكر صفو الاحتفالات بعمليات تفجير واستهداف تسيل دماء المواطنين سواء أقباط أو مسلمين . وفي نفس السياق أكد عدد من المسلمين بالمحافظة، أنهم سوف يحمون إخوانهم الأقباط خلال الاحتفال بأعيادهم، والوقوف جنبًا إلى جنب مع قوات الأمن، مؤكدين أن العام الجديد يحمل شعار "إيد واحدة" . ومن جانبها أصدرت حركة "إخوان بلا عنف" بيان لها محذرة من مخطط تقوده بعض الجماعات التكفيرية على رأسها "ولاية سيناء" بيت المقدس سابقًا، يتم من خلاله استهداف أماكن تجمعات الأقباط في أعياد الميلاد المجيد واستهداف الكنائس في المحافظات والعمل على القيام بعمليات إرهابية أثناء الاحتفالات للسعي إلى إفساد احتفالات الأقباط بعيدهم . وأوضحت الحركة في البيان " على أبناء هذا الوطن الانتباه لهذا المخطط الذي تقوده تلك الجماعات، وذلك بعد نجاح العمليات العسكرية وتحقيق أغراضها في سيناء، حيث تسعى تلك المجموعات إلى إثبات وجودها خلال تلك العمليات الجبانة والتي ليس لها علاقة بالشريعة الإسلامية أو بالإسلام" . الشيخ زويد ورفح تتشح بالسواد في الأعياد نجد المدينتين كالعادة يخلون من أي مظاهر احتفال لا بالمولد النبوي الشريف ولا بأعياد الميلاد والكريسماس عقب حرق الكنيسة الوحيدة في مدينة رفح بعد ثورة 30 يونيو وهي كنيسة "مار جرجس"، بالإضافة إلى هجرة عدد كبير من الأقباط التي كانت تسكن بالمنطقة بسبب انتشار الجماعات المسلحة بتلك المناطق، ولم يكن ذلك بالجديد فالحال هكذا منذ ثورة ال25 من يناير 2011 . 80 % نسبة إشغالات شرم الشيخ بالكريسماس والأعياد أكد "سالم صالح" مدير هيئة تنشيط السياحة بجنوبسيناء، أن نسبة الانشغالات بشرم الشيخ تتعدى ال80% في إطار الاحتفالات بأعياد الكريسماس والميلاد، نظرًا للبرامج الاحتفالية التي أعدتها المحافظة لجذب أكبر نسبة من السياح الأجانب والعرب لقضاء الأعياد في المحافظة . وأوضح أنه هناك بعض الفنادق التي ستصل نسبة الإشغالات بها إلى 100%، مشيرًا إلى أن هذه النسبة معقولة جدًا مقارنة بالعام الماضي، وأن حركة السياحة بالمحافظة ستشهد خلال الفترة القادمة ارتفاعًا ملحوظًا . وأن الجنسيات التي في المقدمة بالنسبة للإشغالات هي الروس ثم الانجليز والايطاليين، كما أن السياحة العربية لها حظ وافر بعد رحلات الطيران التي تأتي من الإمارات والسعودية . وقد أكد اللواء "خالد فودة" محافظ جنوبسيناء، أن كافة الفنادق والمنشئات السياحية تم تأمينها من جانب قوات الأمن، ومن الناحية السياحية فقد تم تجميل كل شوارع وأحياء المدينة بالكامل استعدادًا لاحتفالات الكريسماس، ودفعت وزارة الشباب والرياضة ب 150 شابًا للمساعدة في تحضير مراسم الاحتفال . وأشار "فودة" إلى أن المحافظة تشهد حالة من الاستنفار الأمني بداية من طابا وحتى رأس سدر لتأمين السياح والمنشئات السياحية في أثناء احتفالات أعياد رأس السنة والمولد النبوي والميلاد، وهناك دوريات مستمرة من قبل قوات الشرطة ترافقها القوات المسلحة، لتمشيط وتأمين العديد من المناطق بين شمال وجنوبسيناء . وقال المحافظ إنه تم تركيب جهازين للكشف بالأشعة في مدخل شرم الشيخ عند كمين رأس محمد أحدهما لسيارات النقل والآخر للسيارات الملاكي، لضبط أي متفجرات أو مخدرات، إلى جانب أن مداخل ومخارج شرم الشيخ يتم تأمينها على أعلى مستوى من خلال فحص كل هويات القادمين والمغادرين إلى المدينة، بالإضافة إلى أنه تم تركيب 165 كاميرا مراقبة بتكلفة تتعدى 150 مليون جنيه .