انطلقت الحملات الانتخابية للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التونسية، وسط توتر في الأجواء السياسية وتصعيد في التصريحات النارية بين المرشحين الفائزين في الجولة الأولى وأحزابهما، واتهامات متبادلة بوجود نية تزوير النتائج، هذه الأجواء تنم عن دخول البلاد في حالة من الفوضى العارمة عقب إعلان النتائج، سواء بفوز مرشح حزب "نداء تونس" "الباجي قايد السبسي" أو الرئيس المنتهية ولايته "المنصف المرزوقي". تصريحات نارية أطلقها "المنصف المرزوقي" حول وجود نوايا لتزوير الانتخابات، واتهام دول بالسعي إلى تقرير من سيكون الرئيس التونسي القادم، وقال حزب حركة "نداء تونس" إن تصريحات المرشح المنافس بشأن مزاعم حول تزوير الانتخابات تعد حثًا على إدخال البلاد في الفوضى، داعيا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذه التجاوزات والتهديدات الخطيرة. من جانبها قررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات توجيه تنبيه ل"المرزوقي" حول تشكيكه في نزاهة الانتخابات، وقال رئيس هيئة الانتخابات، "شفيق صرصار"، إن مجلس الهيئة قرر إحالة كل مرتكب جريمة انتخابية إلى النيابة العمومية من ذلك جرائم الادعاء بالباطل بوجود تزوير انتخابي وتوظيف المساجد للدعاية الانتخابية، ودعت الهيئة المرشحين الاثنين إلى احترام مبادئ الحملة الانتخابية. أما حزب نداء تونس فيتهم "المرزوقي" بتجنيد رابطات حماية الثورة لإشاعة العنف، والسلفيين المتشددين في حملاته الانتخابية، ودعا السلطات إلى حماية المحطة الأخيرة للمسار الانتقالي في البلاد. انتخاب "محمد الناصر" القيادي في حركة "نداء تونس"، رئيسًا لمجلس النواب التونسي مؤخرا، بعد حصوله على 176 صوتا من بين 214 شاركوا في التصويت، وفوز الحزب نفسه بأغلبية مقاعد البرلمان بعد حصولة على 85 مقعد، وفوز مرشح الحزب "الباجي السبسي" خلال الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، ينبأ باكتساح "السبسي" للجولة الثانية خاصة بعد إعلان أحزاب "الوطني الحر" و"المسار الديمقراطي" و"جبهة الإنقاذ" و"آفاق تونس"، وعدد من الشخصيات المستقلة عن دعمها ل"الباجي قائد السبسي" في انتخابات الرئاسة التي ينافسه فيها "منصف المرزوقي". "باجي قايد السبسي" رئيس الوزراء التونسي منذ 27 فبراير 2011، ولد في 26 نوفمبر عام 1926، وهو محامي وسياسي تولى عدة مسئوليات هامة في الدولة التونسية بين 1963 و1991، عمل كمستشار للزعيم "الحبيب بورقيبة" ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية، تولى وزارة الدفاع في 7 نوفمبر 1969 وبقي في منصبه حتى 1970، ليعين سفيرًا لدى باريس، وفي 27 فبراير 2011 عينه الرئيس المؤقت "فؤاد المبزع" رئيسًا للحكومة المؤقتة، وذلك بعد استقالة "محمد الغنوشي"، واستمر في منصبه حتي 13 ديسمبر 2011 حين قام "المرزوقي" رئيس الجمهورية المؤقت بتكليف "حمادي الجبالي" أمين عام حزب حركة النهضة بتشكيل الحكومة الجديدة، فاز بالمركز الأول خلال الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة. "المنصف المرزوقي" الرئيس المؤقت للجمهورية التونسية منذ 13 ديسمبر2011 يعتبر أول رئيس جمهورية بعد قيام الثورة التونسية في فبراير من نفس العام، والرئيس الرابع لتونس والمنتهية، ولد في 7 يوليو 1945 في قرمبالية، وهو مفكر وسياسي تونسي ومدافع عن حقوق الإنسان، ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ تأسيسه حتى 12 ديسمبر 2011، يحمل شهادة الدكتوراه في الطب، وشارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011، وحصل على مقعد في دائرة "نابل2″ حتى تم انتخابه رئيساً مؤقتاً لتونس. حالة الاستقطاب بين المرشحين الرئيسيين للمنصب الرئاسي بدأت منذ الجولة الأولى، وبلغت ذروتها خلال الحملات الانتخابية مع تصاعد النعرات بين أقاليم البلاد، أعقبتها خطابات وتصريحات نارية بين الطرفين، لكن النهاية الحاسمة ليست بعيدة فقد أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن النتائج النهائية للجولة الثانية سيتم الإعلان عنها في 13 أو 14 يناير المقبل، ليصعد أحد المرشحين إلى كرسي قصر "قرطاج" فهو لا يرحب إلا بجالس واحد فقط.