تشهد العلاقات المصرية الروسية طفرة ملحوظة بعد ثورة 30 يونيو، حيث تم تبادل العديد من الزيارات الدبلوماسية وزاد حجم التعاون بين البلدين أكثر من أي وقت مضى في العديد من المجالات، يأتي هذا التعاون في ظل التحدث عن قرب انتهاء توقيع صفقة عسكرية بين القاهرة وموسكو. يزور نائب رئيس الوزراء الروسي أركادى دفوركوفيتش، مصر هذه الأيام للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من المسئولين بهدف التنسيق لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة مطلع العام المقبل. دفوركوفيتش يبحث خلال زيادة التعاون سبل التعاون بين مصر وروسيا في جميع المجالات الاقتصادية وبحث زيادة الاستثمارات الروسية في مصر، كما يأتى لقاء الرئيس السيسي اليوم مع نائب رئيس وزراء روسيا الاتحادية استمرارا لسلسلة اللقاءات الماضية لتعزيز سبل التعاون في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، فضلا عن بحث العديد من القضايا المحلية والدولية وتطورات الأوضاع في المناطق العربية الأكثر سخونة في العراق وسوريا وليبيا وتطورات القضية الفلسطينية. مصالح متبادلة تتمتع العلاقات المصرية الروسية بعلاقات وطيدة لها جذور تاريخية مرت بفترات شد وجذب كثيرة، وصلت قمتها في عهد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر"، لذا تجديد العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة تعد مصلحة متبادلة للجانبين وذلك بعد التقييد الأوروبي والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية بالإضافة إلى العلاقات الغير متزنة بين مصر وأمريكا في أعقاب ثورة 30 يونيو. يرى المحللون أن هذه الظروف مهدت الطريق أمام مصر وروسيا للتعاون بشكل موسع أكثر من أي وقت مضى، ولكن ليس بالضرورة أن يمثل هذا التعاون تبعية مصر لاي دولة وإنما هو محاولة إضافة شركاء جدد لمد التعاون مع الجميع. القمة الروسية المصرية تعددت الزيارات بين مسئولي الدولتين فى الفترة الأخيرة ففي الثاني عشر من شهر أغسطس الماضي زار الرئيس عبد الفتاح السيسي روسيا، عقد خلال الزيارة مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تستهدف تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات. ومن المتوقع أن يستكمل الرئيسان المشاورات بشأن العديد من القضايا خلال زيارة بوتين مطلع العام المقبل، حيث من المقرر عقد جلسة مباحثات ثنائية تشهد استعراضا لمجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط اتصالا بالتداعيات السلبية لتردي الأوضاع السياسية والأمنية على الحدود الغربية المصرية، إلى جانب الأوضاع في العراق وضرورة الحفاظ على وحدته الإقليمية وكذا الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية تحفظ وحدتها الإقليمية وتصون أرواح مواطنيها. التوجه إلى الشرق يقلق "إسرائيل" يرى العسكريون أن اتجاه إلى المعسكر الشرقي في تسليح الجيش المصري، يُحدث عملية توازن مع الأسلحة التي تأتي من المعسكر الغربي، خاصة بعد اضطراب العلاقات العسكرية بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا، حيث انعكس ذلك إيجابيا على العلاقات المصرية الروسية، بالاضافة إلى توطيد العلاقات مع الصين، حيث من المقرر أن يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي بكين خلال الفترة القريبة المقبلة، لبحث أمور التعاون العسكري المشترك، لإحداث عملية توازن في الأمور الخاصة بتسليح مصر، وعدم الاعتماد على دولة واحدة مهيمنة منذ فتره على التسليح المصري. التعاون مع أمريكا يحتم تبعية القاهرة لواشنطن، وبالضرورة يشترط الحفاظ على أمن حليفة الولاياتالمتحدة بالمنطقة ،إسرائيل، لذلك تنويع مصادر السلاح والتوجه إلى المعسكر الشرقي يقلق الكيان الصهيوني. وفي السياق ذاته وضع المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، دراسة بعنوان "التقارب بين مصر وروسيا إلى أين"، وهي الدراسة التي ترصد التسارع الملحوظ وغير المسبوق في الأشهر الأخيرة، للعلاقات بين روسيا والنظام الجديد في القاهرة، ورصدت الدراسة زيارة مدير الاستخبارات العسكرية الروسية إلى القاهرة في العام الماضي، تلتها زيارتين للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا في فبراير وأغسطس الماضيين. ذكرت الدراسة الصهيونية أن معلومات تؤكد اتفاق الدولتين على زيادة التعاون العسكري بينهما، وإبرام صفقات سلاح كبيرة بين الجانبين، وهي الصفقة التي ستبلغ مدتها من عامين إلى ثلاثة أعوام، ومن المنتظر أن تشمل تزويد مصر بطائرتي ميج 29، ومروحيات من طراز إم آي 35، ومنظومات دفاع جوي، ومنظومات صواريخ مضادّة للسفن، وأسلحة متقدمة مضادة للدبابات . في سياق متصل، نوهت الدراسة إلى أن الدولتين اتفقتا على تزويد مصر لروسيا بالخدمات البحرية في ميناء الإسكندرية، وهي الخدمات التي ستكون بديلاً للخدمات التي تنالها روسيا في ميناء طرطوس السوري، ومن المنتظر أن تشمل الصفقة أيضا الاتفاق على وضع أسس جديدة لبناء منظومة أمنية من أجل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والقيام بتدريبات عسكرية مشتركة، إضافة ‘لى التعاون التقني ومساعدة مصر على تجديد المنظومة الكهربائية في السد العالي.