اقترب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية مع الانتهاء من إقرار تقسيم الدوار، بعد جدل كبير حوله من قِبَل الأحزاب، على الرغم من انضمامها في تحالفات تسهل عليها المهمة، إلا أن تيار الإسلام السياسي بقى وحيدًا دون أي تحالفات بعد نبذه منها، وحتى حزب النور لم يسلم من الأمر على الرغم من مشاركته في مشهد 30 يونيو، الأمر الذي يهدد وصولهم إلى مقاعد البرلمان. وقال سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية إن الإسلام السياسي في مصر لم ينتهِ كما يتصور البعض، فهو يعمل في الخفاء، ويفاجئ الجميع في نهاية الأمر. وتوقع "عيد" حصول أحزاب الإسلام السياسي على نسبة تتراوح بين 20% و25%، ومعظمها ستكون على مستوى الفردي، خاصة أن القرى والنجوع مليئة بالسلفيين وعائلاتهم التي "كلمتها مسموعة". وأوضح أن الأحزاب المشاركة من هذا التيار في الانتخابات هي "النور والوطن ومصر القوية وحزب الاستقلال والتيار المصري والراية"، مشيرًا إلى أن هناك تحالفًا غير معلن بين هؤلاء ما عدا "النور" الذي تم لفظه من جميع التحالفات وخاصة المدنية. ويرى أن حزب النور لديه فرصة أكبر من بين تلك الأحزاب، وسيحقق أعلى نسبة بينها بتأيده ثورة 30 يونيو واعترافه بالنظام الحالي، مما سيخرجه من إطار الهجوم الإعلامي عليه خلال الانتخابات، كما أن هناك تيارًا كبيرًا من السلفيين المستقلين سيخوض الفردي. وعن القدرة المادية للتيار السلفي على خوض الانتخابات وحيدًا في ظل الملايين التي يعلن عنها التيار المدني لحملاته، قال "عيد" إن الأرقام التي رصدتها الأحزاب المدنية ما هي إلا "فكة" بالنسبة لما يمتلكه التيار السلفي، مشيرًا إلى أنه يجني من تحفيظ القرآن في الجمعيات الخيرية فقط 220 مليون جنيه سنويًّا، يسخرها في العمل السياسي، علاوة على التمويل السعودي. وأكد الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن جماعة الإخوان لن تشارك في الانتخابات البرلمانية القادمة بشكل قاطع، وأنها ستفصل أي عضو لديه طموح سياسي ويقرر النزول، لأن المشاركة ستهدد الوضع الداخلي للتنظيم وأفراده، نظرًا لأنه اعتراف ضمني بالنظام القائم وثورة 30 يوينو وما ترتب عليها، كما أن فرصهم باءت ضعيفة. ومن الجانب الآخر رأى عوض الحطاب، أمير الجماعة الإسلامية بدمياط سابقًا وعضو جبهة الإصلاح، أن تيار الإسلام السياسي سيبدأ من الصفر خلال العملية السياسية القادمة المتمثلة في الانتخابات البرلمانية؛ نظرًا للفشل الذريع الذي نال من جماعة الإخوان خلال فترة رئاسة الدكتور محمد مرسي وما بعد 30 يونيو. وأشار إلى أن التصارع الذي وقع فيما بينهم والتشهير ببعضهم وانشقاق العديد من الأعضاء والشباب أفقد المواطن ثقته فيهم، موضحًا أن حزب النور من الممكن أن يحصل على 10% من المقاعد التي ستكون غالبيتها من الأفراد المستقلين عن الأحزاب، نظرًا لأن الأحزاب ورقية لا وجود لها على أرض الواقع، ولا تفيد المواطن بعكس الأفراد. ولفت الحطاب إلى أن الإخوان رغم خسارتهم السياسية الفادحة، إلا أنهم منتشرون في كل شوارع مصر، ويمتلكون كلمة وأصواتًا كثيرة داخل الأسر، خاصة في الصعيد والقرى، وسوف يستغلونها لتوجيههم تجاه مرشحين بعينهم، وسيكون لديهم البديل على الرغم من وجود قيادات الجماعة داخل السجون.