تسعى مصر للحصول على مقعد غير دائم لدورة عامي 2016 – 2017 بمجلس الأمن الدولي تمثيلاً عن القارة الإفريقية. وفى إطار الحشد الدولي والترويج للفوز بالمقعد، جاء اجتماع الخارجية المصرية بالأمس بحضور كافة سفراء دول أمريكا اللاتينية المعتمدين في القاهرة، وبحضور مساعد وزير الخارجية لشئون دول الأمريكتين ومنظمة الدول الأمريكية، السفير محمد فريد منيب، وكذلك بمشاركة مساعد وزير الخارجية للعلاقات الدولية متعددة الأطراف ومسائل الأمن الدولي. وجاء ذلك اللقاء لتعزيز الجهود الدبلوماسية، فتأييد أمريكا اللاتينية نابع من العلاقات التاريخية بين مصر وأمريكا اللاتينية، إضافة إلى رفض الأخيرة سياسة وأجندة الولاياتالمتحدة تجاه الشرق الأوسط. الجدير بالذكر أن مجلس الأمن تأسس في عام 1954 ليعبر عن خريطة القوي الرئيسية التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية في ذلك الوقت، وبالنسبة للقارة السوداء، فإن الحصول علي مقعد دائم في مجلس الأمن، سوف يكون انتصارا كبيرا وخرقا لجدار النفوذ الذي تتحصن خلفه خمس دول هي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين. المقعد تتنافس عليه بقوة ثلاث دول إفريقية هي مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا، وقد لقت جهود إفريقيا للحصول علي مقعد دائم في مجلس الأمن دفعة قوية بتصريحات رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس سويسرا السابق، جوزيف دايس، عندما قال إنه بدون إصلاح حقيقي لمجلس الأمن، فإن المجلس سوف يفقد مصداقيته بالكامل. لذا تقدمت مصر بطلب الحصول على المقعد غير الدائم، بعد ثورة 30 يوينو، من أجل تمثيل إفريقي حقيقي في المجلس. مصر وتاريخها في حفظ السلام ومساعدة الأممالمتحدة لعبت مصر دورا مهما في دعم نشاط الأممالمتحدة في عمليات حفظ السلام، وذلك منذ إنشاء أول بعثة مساهمة في عام 1948، وكانت المساهمة الأولى لمصر في بعثات حفظ السلام عام 1960 في الكونغو ومنذ ذلك الحين، ساهمت مصر في 37 بعثة من بعثات الأممالمتحدة تضم أكثر من 30،000 من قوات حفظ السلام المصرية، وتتواجد في 24 بلدا في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتعد مصر مساهم رئيسي بالقوات في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تساهم حالياً ب 2569 من عناصر الشرطة والقوات المسلحة الذين يعملون تحت لواء الأممالمتحدة في تسع بعثات لحفظ السلام وهي "UNAMID" وعن هذا الأمر، أوضح عدد من المختصين في العلاقات الدولية الدور الكبير الذى ستلعبه مصر في حالة الحصول على عضوية مجلس الأمن، مؤكدين أن أمن مصر وسلامتها هو أمن للأمة العربية؛ لتواجد أكبر قوة عسكرية بداخلها. يقول الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن بداية استضافة مصر لعدد من البلدان من أجل مشاورات دبلوماسية حول عضوية مجلس الأمن، تعد خطوة جيدة، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج دعما وتفويضا من العالم العربي والأجنبي أيضا، وأن اختيار أمريكا اللاتينية لمناقشات دبلوماسية جاء في محله. وأضاف "اللاوندي" أن حصول مصر على عضوية مؤقتة يتطلب الحصول علي موافقة 9 أصوات من بين 15 صوتاً من أصحاب العضوية الدائمة في المجلس، لذا فمصر تحتاج دعما سياسيا ودبلوماسيا عربيا وعالميا، مؤكدا أن حصول مصر على عضوية مجلس الأمن، أمر غير صعب على الإطلاق، لكنه يتطلب جهودا عربية ومصرية. من جانبه، أوضح الدكتور هاني خلف، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أن مصر لن تلقي صعوبة في تحقيق مطلب بانضمامها لمجلس الأمن بشكل غير دائم، خاصًة بعد دعم أمريكا اللاتيينة لها، مطالبا بتكثيف المباحثات المصرية خلال الفترة المقبلة. وتابع "خلف" أن المجلس يتكون من 15 عضواً، منهم خمسة أعضاء دائمين ولهم حق النقض «الفيتو» وهم «الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا»، ويعود سبب حصولهم علي المقاعد الدائمة؛ لانتصاراتهم التي تحققت في الحرب العالمية الثانية، وعشرة أعضاء غير دائمين، تنتخبهم الجمعية العامة، وتبلغ فترة كل عضو في المجلس سنتين، مع تحديد تاريخ نهاية مدة العضوية، علي أن يتم تبديل خمسة أعضاء كل سنة. واختتم: «اختيار الأعضاء غير الدائمين، يتم من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس، وتتم الموافقة عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول الأعضاء غير الدائمين حالياً».