كانت صفعة قوية للكيان الصهيوني، حينما قام البرلمان الإسباني أمس الأول الثلاثاء بالتصديق بأغلبية ساحقة على مشروع الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، لتكون إسبانيا الدولة الرابعة في أوروبا التى تعترف بفلسطين بعد بريطانيا والسويد وإيرلندا. العلاقات الإسرائيلية الإسبانية بدأت منذ 90 عامًا بداية العلاقات الإسبانية الإسرائيلية كانت في عام 1924 وتحديدًا في حقبة الحرب العالمية الثانية عندما كانت إسبانيا محايدة، وقام بعض دبلوماسييها بإنقاذ اليهود من محارق النازي بمنحهم الجنسية. وفي عام 1948 عرضت إسبانيا على إسرائيل منح الجنسية لأحفاد اليهود الذين كانت طردتهم بشكل جماعي عام 1492، حيث يمثل من يطلق عليهم يهود السفارديم نحو ربع السكان. واستمرت علاقة الصداقة بينهم، وفي يناير 1986حينما استدعى فرنشيسكو أودونيز وزير الخارجية الإسبانى السفراء العرب ليبلغهم رسالة من حكومته تقرر فيها رسميًّا أنها ترغب فى قيام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، على اعتبار أن إسبانيا مهدت لذلك بالإعلان أكثر من مرة خلال عام 1985 أنها بصدد إقامة مثل هذه العلاقات. ويستفيد الكيان الصهيوني من علاقاتة مع إسبانيا عن طريق القوة المؤثرة على مسار السياسات الدولية، ومن ثم تكسب إسرائيل استمالة أعضاء هذه المجموعة نحو اتجاه متوازن إن لم يكن متحيزًا لصالح إسرائيل بصدد مشكلة الشرق الأوسط، فإسبانيا إحدى أهم الدول التى تساعد إسرائيل في التواجد بقوة في المنطقة. 2012 بداية توتر العلاقات الإسرائيلية الإسبانية وفي عام 2012 وتحديدًا في نوفمبر مع بدء عملية عمود السحاب، التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني على فلسطين، بدأت اسبانيا تتعاطف مع أطفال غزة، فنشرت وكالة "فتشر" التابعة لدولة إسبانيا صورًا لعدد من مذيعيها في وقفة احتجاجية للتنديد بما يفعله الكيان الصهيوني. وفي نهاية عام 2012 شاركت إسبانيا في بيان يدين انتهاكات الكيان الصهيوني على غزة، وكان البيان مقدمًا إلى الأممالمتحدة، مما أغضب وزارء إسرائيل في ذلك الوقت، وبدءوا التخوف على مستقبلهم، لكنهم لم يتوقعوا يومًا أن تؤول الأحداث إلى ما وصلت إليه أول أمس من اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين المستقلة. مختصون في الشأن الإسرائيلي: فلسطين تجنى ثمار حروبها أكد الدكتور على عواد، الخبير في الشأن الإسرائيلي بمركز البحوث، أن فلسطين تحصد الآن ما زرعته في سنوات، مشيرًا إلى أن فلسطين بدأت نوعًا من الحراك الدبلوماسي والسياسي الذي كان يعتقد الكثيرون أنه لن يحصد نتائج، لكن نتائجه بدأت تظهر منذ اعترفت بريطانيابفلسطين. وأوضح "عواد" أن إسرائيل لن تتعرف بتلك القرارات، لأنها تنظر إليها بصورة رمزية طالما لم تؤثر على حياتها العملية، مؤكدًا أن تحقيق دولة فلسطين بشكل حقيقي بموافقة كافة الدول في الاتحاد الأوروبي يتطلب المزيد والمزيد من الصمود العربي والوقوف بجانب فلسطين ودعمها على كافة النواحي، سواء السياسية أو الدبلوماسية أو الاقتصادية. وتابع "وجهة النظر الإسرائيلية ليست مهمة في الوقت الحالي، لأنهم يحاولون التصدير للإعلام العربي والعالمي أن ذلك لن يخدم القضية الفلسطينية، لكنه في واقع الأمر يخدم القضية ويساعدهم على الاستمرار في مقاومتهم ضد ذلك الكيان". وأوضح الدكتور منصور عبد الوهاب، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، أن اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين بهدف مبدأ حل الدولتين، وإحلال الأمن والسلام الشامل والدائم للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. ولفت "عبد الوهاب" إلى أن تلك الدول اعترفت بفلسطين في نفس الوقت الذي تؤمن فيه بحقوق الكيان الصهيوني غير المشروعة، مشيرًا إلى أن تلك الدول بذلك تعد متناقضة.