تعتبر غانا أو ساحل الذهب قديماً إحدى دول القارة الأفريقية وتقع في غرب القارة، مرت بمرحلة استعمار مريرة كافحت وناضلت خلال هذه الفترة حتى نالت استقلالها من المملكة المتحدة في السادس من مارس 1957م، وقاد هذا النضال الزعيم الغاني " كوامي نكروما" الذي استطاع أن يقود بلاده خلال سنوات المقاومة ضد الاستعمار الأجنبي وصولا لتحرير البلاد واستقلالها. 6 عقود تحت الاستعمار خضعت غانا للاستعمار البريطاني لفترة كبيرة من السنوات بلغت أكثر من 60 عاما، وذلك في الفترة ما بين 1896 – 1957، ومع إعلانها للاستقلال قامت بتغيير اسمها من ساحل الذهب – الأسم الذي أطلقه عليها الاستعمار البريطاني – إلى غانا، وتمكنت غانا من الحصول على استقلالها بعد مرحلة من الكفاح، والنضال التي قادها كوامي نكروما والذي بدأ حركة التحرر الوطني من خلال مؤتمر ساحل الذهب الموحد الذي قام بقيادته حيث أصبح أميناً عاماً له، وعمل نكروما كثيراً من أجل استقلال بلاده فبدأ في الكفاح من أجل هذا وبدأ دوره النضالي يبرز، حيث تم اعتقاله في عام 1948م بعد إحدى المظاهرات القوية التي حشد لها الشعب من أجل المطالبة بالاستقلال وكان "نكروما" أحد رموزها. نكروما..بداية التحرير بعد خروجه من السجن وفي عام 1949م قام نكروما بتأسيس "حزب المؤتمر الشعبي" وذلك من أجل تحقيق الحكم الذاتي للبلاد، فتم اعتقاله مرة أخرى في عام 1950م وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وفي خلال فترة تواجده بالسجن فاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة، كما حقق هو فوز بأغلبية ساحقة بدائرة أكرا وذلك على الرغم من تواجده في السجن، ولم تجد السلطة البريطانية بداً سوى إطلاق سراحه فتولى رئاسة الوزراء عقب خروجه من السجن في مارس 1952م. وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت ما بين عامي 1954-1956 حصد حزبه أغلبية مقاعد البرلمان، وبعد رحلة طويلة من النضال تمكن الزعيم نكروما من تحقيق الاستقلال لغانا وذلك في السادس من مارس عام 1957م وأصبحت دولة اشتراكية، وفي عام 1960م تم إقرار دستور جمهورية غانا، وتم انتخاب نكروما كأول رئيس جمهورية لها بعد حصولها على الاستقلال، وتم إعادة انتخابه مرة أخرى في عام 1965م. التجربة الناصرية في غانا تشابه تجربة نكروما في غانا إلى حد بعيد مع تجربة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مصر، من حيث علاقة القومية بالاستعمار، وعلاقة القومية بالحركة الوحدوية القارية أو الإقليمية وأخيرا علاقة القومية بالشخصية السياسية للزعيم، فكل هذه المكونات جعلت هناك علاقة بين الزعيمين حتى على مستوى الصداقة الشخصية وعلى مستوى الكفاح ضد الاستعمار داخل المحافل الدولية والتنسيق الثنائي لبناء أواصر قومية أفريقية قوية وفي كلمة للرئيس جمال عبد الناصر بعد عودته من مؤتمر الدار البيضاء في مجلس الأمة 24/1/1961 ، والتي ركز فيها على كشف حقيقة إسرائيل وكشف نواياها وأهدافها المستترة علناً ورفضها لاستقلال غانا، فقال ناصر لقد كان رد الفعل فى إسرائيل هو الغيظ المرير أول الأمر، ثم كانت المحاولة بعده للمناورات من وراء القرار وإبطال مفعوله؛ حيث حاولت إسرائيل أن تشكك فى مدى تمسك غانا باستقلالها ، ثم رأى الدكتور "كوامى نكروما" رئيس جمهورية غانا أن يصدر بياناً وجه فيه الضربة القوية إلى مناورات إسرائيل؛ بأن أعلن فى غير غموض ولا مواربة أن غانا متمسكة بأرضها حتى النهاية. علاقات عبد الناصر ونكروما لم تقتصر علاقة عبد الناصر مع نكروما على الصعيد السياسي والنضالي فقط، بل امتدت لتشمل الصداقة بين الزعيمين إلى أن يكون عبد الناصر سبباً في زواج الزعيم الغاني من فتاة مصرية مسيحية تدعى فتحية نكروما، حتى أن عبدالناصر أهدى فتحية بعد وصولها بشهر طاقم ألماس هدية هذه الزيجة من صديقه الزعيم الغاني. بعد زواج نكروما بفتحيه استقبلة الزعيم الغاني استقبال اسطوري في العاصمة الغانية اكرا، حيث لم يتكرر هذا الاستقبال لأحد غيره، حتى يذكر أن الغانيين من سعادتهم بعبد الناصر تسلقوا فوق الأشجار حتى يحظوا برؤيته، وانجب نكروما وزوجته المصرية ثلاثة أولاد وأطلقا على ابنهما الأول اسم جمال نكروما تخليدا للراحل جمال عبد الناصر، ويعيش هذا الابن في مصر ويعمل بمجال الصحافة في جريدة الأهرام ويكلي. نكروما يرحل عن غانا في عام 1965 أعيد انتخاب نكروما لرئاسة البلاد، إلا أنه تعرض لمحاولات اغتيال عديدة بسبب تصرفات حزبه الديكتاتورية، فانقلبت عليه مجموعة من الضباط أثناء سفرة لفيتنام، فالتجأ إلى غينيا، ومات متأثراً بمرضه عام 1972 في رومانيا لتنتهي حياة مناضل سطر حقبة مهمة من تاريخ غانا.