حاصرت ميليشيات مسلحة تابعة لحركة "فجر ليبيا" بالأمس، مبنى المحكمة الدستورية الليبية أثناء جلسة الحكم على مدى دستورية اجتماع البرلمان في مدينة طبرق – غير المكان المخصص له- وأمرت الميليشيات تحت تهديد السلاح بحل البرلمان كاملاً، ما جعل المحكمة الدستورية تحل البرلمان؛ خوفاً على حياتهم في حال الرفض. وبعد تلك الحادثة، يتوقع المحللون أن تدخل ليبيا فى طريق أكثر ظلمة عما هي فيه؛ لأن ذلك البرلمان معترف به دولياً، ويحصل على دعم دول العالم، بينما الإسلاميون لديهم برلمان مواز منتهية ولايته، يدّعون أنه البرلمان الشرعي. في هذا السياق، قال حامد جبر، عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة الشعبي الناصري، إن الإكراه يبطل الإرادة، وأي شخص يتم إجباره على شىء، لا يعتد بهذا الفعل، لاسيما إذا كان الأمر تحت تهديد السلاح، مؤكدا أن ما حدث مع المحكمة الدستورية الليبية والحكم بحل البرلمان الليبي، جاء تحت تهديد سلاح كتائب الإسلاميين المتطرفين، ويصبح فى حكم المنعدم. وطالب ليبيا بألا تنتظر حلولاً من الخارج، وأن تأخذ من مصر العبرة، حيث إن مصر حدثت فيها مشاهد مشابهه، فالجميع يذكر محاصرة جماعة الإخوان للمحكمة الدستورية، لكن رفض الشعب المصري الواسع للإخوان، واستجابة القوات المسلحة لذلك، أوقفهم وأخرجهم من السلطة؛ بسبب تلك الأفعال الإجرامية، لذلك يجب أن تتضافر جهود الشعبي الليبي وحده وجميع ما تبقى من مؤسساته؛ لمحاولة مواجهة هذا التطرف، وبناء دولة قائمة على الديمقراطية. وأضاف "جبر" أن تماسك الشعب والجيش فى مصر، حال دون تكرار سيناريو ليبيا التى يتنشر فيها السلاح، وتحكمها قوانين الميليشيات، مطالبا الشعب الليبي بأن يقف وراء دولته التي بدورها يجب أن تفرض سيطرتها الكاملة على الأراضي الليبية ومجابهة هذه الميليشيات المسلحة قدر الإمكان؛ حتى تتفادى خطر التقسيم، وسط موافقة من المجتمع الدولي الذي تدخل عسكريا من البداية وأوصل ليبيا إلى ما هي فيه، وتركها تعاني من ذلك المصير، ولن يتدخل مرة أخرى لضبط الأمور، وأن الحل فى يد الشعب الليبي وحده. من جانبه، قال حسام الأطير، القيادي في جبهة الشباب الناصري، إن ما حدث فى ليبيا ويتصاعد يوماً بعد الآخر، ينذر بكوارث كبيرة أخطرها تقسيم الأراضي الليبية إلى دويلات، ما يهدد أمن ليبيا والمنطقة أجمع، خاصة مصر والجزائر بشكل كبير جداً، مضيفا أن المبادرة المصرية التى طرحت من قبل بتدخل مصر في وساطة لجمع السلاح الليبي وإرساء الأمور فى طاولة المفاوضات، أصبح أمراً ضرورياً وملحاً. واختتم: إذا فشل ذلك الأمر، فعلى مصر أن تستمر فى تدريب قوات الأمن الليبية وإعادة تأهيل الجيش الليبي ومساعدة الشعب هناك على نبذ العنف والمتطرفين؛ نظراً لما لهم من خطورة على المنطقة ككل.