فجر مجهولون أمس عددا من منازل قيادات فتح بفلسطين دون وقوع إصابات بشرية، ورغم اتهام البعض حماس بأنها وراء الحادث، لكن خبراء أكدوا أن إسرائيل ربما قد تكون وراء الحادث، في محاولة لإحداث وقيعة بين الأطراف الفلسطينية؛ لأنها صاحبة المصلحة الأولى والأخيرة فى ذلك. يقول المهندس محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن الفلسطيني، إن استهداف منازل قيادات فتح، مؤامرة صهيونية واضحة؛ لوأد أي مصالحة بين الأطراف الفلسطينية وإفشال حكومة التوافق، والذى أسفر عنه إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني، تأجيل زيارته المزمعة إلى غزة، المفترض أن تتم اليوم أو غدا. وأضاف "سيف الدولة" أن العبوات الناسفة مجهولة المصدر، أداة شيطانية وشريرة ولها مفعول السحر على عالمنا العربي، فهي قادرة حتى الآن ومنذ عام 1975 "بداية الحرب الأهلية في لبنان" على تفجير الحروب الطائفية الأهلية، وتدويل القضايا الداخلية، ووأد المصالحات الوطنية، وعزل المعارضة السياسة، والعصف بالحقوق والحريات، وتفتيت المجتمعات، وزرع ثقافة الخوف والانزعاج بين الشعوب الراغبة في الأمن والاستقرار. وتابع أن استخدام العبوات الناسفة أدى لتقسيم لبنان، وضرب المقاومة العراقية ضد أمريكا في وتحويلها إلى صراع شيعي سني كردي، كما نجحت العبوات الناسفة أيضا والاغتيالات مجهولة المصدر في إجهاض الثورة المصرية في يناير، لافتا إلى أن الأمر هذه المرة واضح وضوح الشمس، فكافة الفصائل الفلسطينية حماس والجهاد، قد أعلنوا إدانتهم للعملية الإجرامية، مطالبا جميع الفلسطينيين من كافة الفصائل، ألا يستسلموا لردود فعل غاضبة لما حدث. وأشار إلى أن تفجيرات أمس، رسالة صهيونية مطلوب بثها، تفيد بأن هناك جماعات وفصائل فلسطينية ترفض إحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات بصفته ممثل فتح والسلطة الفلسطينية؛ لأن المقاومة الفلسطينية منذ أكثر من عام بكافة فصائلها، قررت وبمحض إرادتها أن تلجأ للمصالحة الوطنية عندما وجدت الحصار يحيطها من كافة الجوانب، وأن القضية الفلسطينية تتراجع، وبالتالي قررت دعم فكرة حكومة التوافق الوطني الفلسطيني. وأوضح الباحث في الشأن الفلسطيني، أن من قتل الجنود المصريين في سيناء أعوام 2012 و2013 و2014 هي إسرائيل سواء كانت بشكل مباشر أو من خلال التمويل والاختراق، وأن الكيان الصهيونى أيضا وراء تفجير العلاقة بين الفلسطينيين، كما أن إسرائيل وراء تقليب الجماعات الوطنية على بعضها في لبنان. وأردف: الكيان الصهيونى صاحب اليد الطولى فى تفجير الأوضاع الإرهابية في العراق؛ لكي لا تنتبه إلى الاحتلال الأمريكي، ولكي تستسلم إلى التقسيم الكردي الشيعي السني، مطالبا جميع المواطنين العرب بأن يدركوا أن الطرف الوحيد الذي لديه مصلحة في إحداث اقتتال مصري مصري، وفلسطيني فلسطيني، ولبناني لبناني، وعراقي عراقي، هي إسرائيل وحلفائها من المجتمع الدولي. من جانبه، قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن كل الاحتمالات واردة حول استهداف قيادات فتح في هذا الوقت، فمن الممكن أن تكون إسرائيل وراء الأمر، وكذلك حماس وارد أيضا ضلوعها فى الحادث؛ لأن الطرفين لهما مصلحة. وأوضح أن إسرائيل لها مصلحة في إحداث فتنة وإحداث وقيعة بين الأطراف الفلسطينية، والاحتمال الثاني، أن حماس لها مصلحة من خلال محاولة إضعاف السلطة الفلسطينية بعدما استطاعت أن تكسب مساحة كبيرة بالسيطرة على غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن الاحتمال الأول أكثر ترجيحا؛ لأن الكيان الصهيونى يهمه ألا يلتئم الجرح الفلسطيني، ولافتا إلى أن هناك علاقة بين توقيت التفجرات وبين اقتراب موعد إحياء ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في محاولة لإحداث نوع من البلبلة حول الذكرى.