لم يكن الضرب في المدارس تكنيكا حديثا أو أسلوبا مبتكرا للعقاب، إلا أن تجريم الوزارة له مرارا وتكرارا لم يصل إلى وضع قانون تأديبى ، سياسة من شأنها أن تحط من شأنه إعلاميا أو إرشاديا. لقد نسيت الهيئة الوزارية أن للمدرسة دورا تربويا قبل أن يكون تعليميا، فالوزارة لم تدخر وسعا فى جعل التلميذ يكره المدرسة والمدرس، بل ويلعن اليوم الذى خطا فيه أولى خطواته إليها. "البديل"رصدت عددا من حالات سابقة تعرضت للضرب إلى حد التعذيب منها مدرس يضرب تلميذة ويكسر أحد أصابعها ، وأخرى تعذب تلميذة لحديثها مع زميلتها وآخر يضرب الطالب نكاية فى والده. وتقول إحدى أولياء الأمور إن ابنتها " ندى" سبقت أن تعرضت للضرب بالمدرسة إذ عادت يوما من المدرسة ويدها متضخمة "وارمة" نتيجة انهيال مدرس عليها بالضرب بعد أن نسيت كراسة الحصة وذهبت الى المدرسة لأستفسر عن الواقعة فاكتفى مدير المدرسة بالاعتذار ووعدني بألا يتكرر الأمر . وأردفت أنها ترفض الضرب في المدارس خاصة أنه جعل ابنتها تكره المدرسة وتكرر غيابها كثيرا، وفي ظل الحوادث الكثيرة المتكررة فإن حياتها أهم من تعليمها. وقال علي زيدان، أستاذ اللغة العربية بمدرسة الجيل بالمرج، إنه لا يفضل أسلوب العقاب بالضرب في المدارس، ولا يفضل العقاب النفسي لأن العقاب دائما ما يأتي بنتيجة عكسية. وأضاف أن العقاب إن كان بدنيا أو نفسيا لا يمكن أن يدلي بنتيجة إيجابية لافتا إلى أن التلميذ لم يأت المدرسة لضخ كمية من المعلومات فقط، بل اكتساب مهارات. وتساءل:"ما هو دور وزارة التربية والتعليم؟ هل هو تربوي أم تعليمي؟ فإن كان دور الوزارة تربويا فليخلو من الضرب، مشيرا إلى ضرورة تحبيب الطالب في المادة التعليمية من خلال استخدام التكنولوجيا". وأشار إلى أن غالبية المدارس التي يكثر فيها العنف هي التي تتميز بكثافة عالية نتيجة للضغط العصبي على المعلم لضيق المكان وكثر ة الطلاب خاصة في أماكن متطرفة من المحافظات مثل مدارس المرج. من جانبه، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي:"إذا كان المدرس غير تربوي والقدرة الفنية لديه ضعيفة، فغالبا ما يحاول أن يجذب الطالب بأسلوب العنف كي يستمع لكلامه، لافتا إلى أنه كلما كان لدى المدرس ثقة في نفسه كلما قل استخدامه للعنف وخفض صوته". وأشار الى أن التعليم فشل في مصر منذ عام 1980 بسبب مدرسة المشاغبين إذ أصبحت المثل الأعلى لكل المدارس"التريقة على المدرس والتعدي عليه لفظيا واستخدام حركات تثير غضبه". وأوضح أن الطلبة أصبحت تتعمد إيذاء المعلم نفسيا، ما يجعلهم يفقدون السيطرة على أنفسهم ويلجئون لاستخدام الضرب. وعلق على واقعة اعتداء مدرس على تلميذ لخلافات شخصية مع والده قائلا:"أغلب المدرسين غير تربويين وأغلبهم ناقصوعقل". وأكد أن الضرب في المدارس يأتي بنتيجة سلبية فنحن دائما نشدد مع الأطفال الصغار في تربيتهم ممنوع الضرب، لأن الطفل دائما ينتظر أول ضربة وبعدها يكون صورة سلبية عنه كأن يقول محدثا نفسه"أنا مامتش"ويصبح الضرب لديه أمرا عاديا". وأشار إلى أن سياسة العصا والجزرة هو أسلم عقاب للطلاب في المدارس من خلال درجات أعمال السنة خاصة أن الطلاب يريدون الدخول في منافسة.