لم يكن حادث الطالب بيتر مجدي، الذي لقى مصرعه أمس الأول أثناء محاولة هروبه من المدرسة، الأول من نوعه، والذي جاء نتيجة الإهمال وفشل التعليم وغياب الرقابة. ورغم تعدد أسباب وفاة الطلاب منذ بداية العام الدراسي الحالي، لكن تبقى مشكلة الهروب من التعليم أحد الكوارث التي تداهم مصر. قال الدكتور أيمن البيلي، الخبير التربوي، إن أسباب هروب الطلاب من المدارس يتمثل في غياب دور المدرسة التعليمي لو أن الطالب كان يتلقى تعليما حقيقيا داخل المدرسة ما كان ليهرب، كذلك لو أدى الأخصائيون الاجتماعيون أدوارهم في المدارس، لكنا نستطيع أن نعد طرق وأساليب جذب للتعليم داخل المدرسة نتيجة لدراسة هذه الحالات. وأضاف أن الإشراف المدرسي أصبح مجرد ورق يسجل كل يوم صباحا للمعلمين ولا يشرفون فعليا على المدرسة، متابعا أن أسرة التربية الرياضية عليها مسئولية كبرى خاصة أن الطالب "بيتر مجدي" حاول الهروب أثناء حصة التربية الرياضية في فناء المدرسة، متساءلا أين المتابعة من مدير المدرسة على خطط العمل اليومي سواء من الحصص أو الإشراف؟. وتابع: حالة "بيتر" الثامنة منذ بداية العام الدراسي، لافتا إلى أن الإهمال يقع مباشرة على إدارة المدرسة، وعلى عدم ممارسة العمل اليومي بشكل حقيقي، وغياب المتابعة الحقيقية من إدارة المدرسة والإدارة التعليمية التابعة لها المدارس. من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن قيمة التعليم في مصر أصبحت محل شك كبير بين الطلاب وأولياء الأمور خاصة في الأسر الفقيرة، فالكثير أصبح ينظر إلى أن التعليم لم يعد شديد الأهمية، خاصة في ظل تخرج الملايين من الشباب من كليات مختلفة دون الحصول على وظيفة. وأشار إلى أن الدروس الخصوصية أصبحت بديلا عن المدرسة، مضيفا أن عملية التعليم ذاتها أصبحت منفرة وغير جذابة ولا تثير حماس أو اهتمام الطلاب، خاصة في ظل عدم اهتمام المعلم أيضا بالمدرسة وانشغاله بالدروس الخصوصية لتنعدم العلاقات الإنسانية بين الطرفين. وأكد أن اتباع أسلوب الضرب والإهانة والانتهاك والسب للأطفال، تؤدي إلى مزيد من النفور بين الطلاب والمعلمين، محملا وفاة الطالب بيتر مجدي الذي لقى مصرعه إثر محاولة هروبه من المدرسة المسئولية الكاملة لوزير التعليم؛ لأنه المسئول عن وضع الإجراءات التي تضمن سلامة المؤسسة التعليمية "المدرسة" وعن مراقبة المعلمين.