أذاع تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام أمس الأول الأربعاء شريطاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، به بعض من عناصر التنظيم وهم يلقون التحية على جنود الجيش التركي الواقفين على الحدود، وتعامل الجيش التركي معهم بكل ود ورد التحية، بينما وبالتوازي والتزامن نسبت تصريحات إلى داود أوغلو رئيس وزراء تركيا أمس الأول قال فيها: إن تركيا لن تشترك فى أي تحالف عسكري دولي لا يحارب النظام السوري، وهي التصريحات المتكررة التى تعبر عن العداء الواضح من النظام التركي لسوريا مهما تكلف الأمر، بينما يتعامل بلطف مع عناصر داعش على الحدود التركية. "البديل" رصدت آراء المختصصين في هذا الأمر، ولماذا تتخذ تركيا هذا الموقف؟ وهل الفيديو المصور الذي يتعامل فيه جنود الجيش التركي مع عناصر داعش له دلالة ما؟! في هذا السياق يقول السفير هاني خلاف سفير مصر فى ليبيا ومساعد وزير الخارجية الأسبق "أنا لي موقف من ضرب النظام السوري في هذا التوقيت، وأرى أن ذلك خسارة كبيرة للاستراتيجية العربية، وألمس الحرص الأمريكي على التأكيد بأن التحالف الدولي الذى أنشئ الهدف منه داعش وليس ضرب سوريا"، مشيراً إلى أن هناك ملامح أن مصر بدأت تغير من وجهة نظرها بخصوص أحداث سوريا وإعادة تقييم موقفها؛ ليكون فى غير اتجاه الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، على اعتبار أنه بدون الأسد سيتم إتاحة الفرصة للمتشددين للسيطرة على زمام الأمور، وهذا ليس فى صالح مصر بالطبع ولا في صالح دول الخليج أو أي دولة عربية. وأشار "خلاف" إلى أن "الأمور عالميًّا تتجه إلى الإبقاء على بشار الأسد كرئيس لحين الانتهاء من خطر داعش، ثم يتم عرض تنحي الرئيس بشكل ديمقراطي وآمن، أو تطوير وإجراء تغييرات جذرية فى النظام السوري، وأعتقد أن ذلك سيكون بمساعدة أوروبية، وعربية، وإيرانية، وستشكل مخرجاً آمناً للأوضاع السورية". وبخصوص الموقف التركي قال "خلاف": "منذ البداية وتركيا أعلنت عداءها لنظام بشار الأسد، وليست غريبة تصريحات أوغلو التى تقول إنهم لن ينضموا إلى أي تحالف لا يقاتل النظام السوري، أما أمريكا فقد غيرت كثيراً من موقفها فى الفترة الأخيرة، وقالت إنها تدعم المعارضة السورية، ولكنها لم تكمل العبارة بجملة "لإسقاط نظام الأسد"، وذلك يجعل الأمر مختلفاً كثيراً عن الموقف التركي مثلاً الذي يتحدث دائماً عن ضرورة إسقاط الأسد"، لافتاً إلى أن الأتراك غير مقدرين خطورة ما يفعلونه ويطالبون به، فلا النظام التركي ولا الشعب ولا المعارضة يريدون توسع تنظيم داعش فى سورياوالعراق على حدودهم؛ لأن ذلك ليس خطرًا على تركيا وحدها وإنما على المنطقة ككل. وقال وحيد الأقصري رئيس الحزب العربي الاشتراكي "لا يخفى على أحد الموقف العدائي التركي بقيادة أردوغان ضد مصر، وذلك بعدما أطاح المصريون بنظام الإخوان المسلمين فى ثورة 30 يونيو، وإن تركيا احتضنت ودعمت جماعة الإخوان لأنها كانت تعول عليهم تطبيق حلم الخلافة العثمانية، والآن لنفس الأسباب تدعم تركيا "داعش" بكل أنواع الدعم، سواء اللوجيستي، أو المعنوي، أو المادي، لنفس الأسباب، وتتخذ من داعش رأس حربة لزعزعة أنظمة الحكم فى الدول العربية، ثم الإسلامية، أملاً فى تحقيق أهدافها المتعلقة أيضاً بالخلافة وغيرها"، مشيراً إلى أن أفعال تركيا لم تعد سرًّا، وأفصحت للعالم أنها الآن ومن بعدها قطر هما دولتان حاضنتان للإرهاب، وذلك برعاية وتوجيه صهيوني أمريكي". وأضاف "الأقصري" أن إشارات التحية من عناصر تنظيم داعش إلى الجيش التركي التى شاهدناها فى الشريط المصور الذي أذاعته داعش، واعتراف عناصر داعش بأنهم يتعاونون مع تركيا ويتلقون العلاج فى المستشفيات التركية تستوجب على الدول العربية أن توجه الأمر فى شكل دولي وعلى جامعة الدول العربية "الكسيحة" (على حد تعبيره) أن تجتمع بدون قطر وتبحث كيفية تدويل القضية، والمطالبة بتطبيق القانون الدولي على قطروتركيا؛ باعتبارهما راعيتين للإرهاب، وتهددان نظام السلم العالمي"، مؤكدًا أن عدم مشاركة تركيا فى التحالف الذي يحارب داعش هو أمر متوقع ومعروف، وفى الأساس هذا التحالف لا يحارب داعش وإنما أنشئ بهدف رئيسي، وهو القضاء على النظام السوري واستنزافه كما يحدث فى ليبيا، واليمن، وكان مخططًا الأمر ذاته لمصر. وقال حامد جبر عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة الشعبي الناصري "إن تركيا شريكة فى المؤامرة التى خطط لها فى البيت الأبيض، وهي خلق دويلة طائفية داخل منطقة الشرق الأوسط؛ للعودة إلى رؤية بريمر الذي قام بتفكيك الجيش العراقي، ثم تفكيك الدول وتقسيمها، وذلك الأمر تركيا ضليعة فيه، كما أنها متورطة بشكل واضح فى بيع النفط السوري والعراقي الذى تسرقه عصابات داعش لصالح التنظيم الإرهابي". ولفت إلى أن "تصريحات رئيس الوزراء التركي تؤكد وجود المؤامرة الدولية التى طالما تحدثنا عنها، والتى تقودها أمريكا وإسرائيل؛ لتهديد أمن الدول العربية وتفتيتها، ولذلك فالحل لن يكون من خلال مجلس الأمن أو الأممالمتحدة؛ لتورط أمريكا فى ذلك، ويجب أن يكون عربيًّا خالصاً، وهو ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في حوار صحفي له مع جريدة عكاظ، وذلك نابع من وعي مؤكد وتجسيد لإرادة المصريين التى فرضوها في 30 يونيو عبر ثورتهم التى رفضت مخططات إسقاط وتقسيم المنطقة بالكامل".