وسط التغيرات الجذرية التي طرأت على الساحة الدولية تسعى روسيا لاستعادة دورها القيادي مرة أخرى، ولذلك يقوم الكرملين بالعديد من التحركات الدولية، حيث جرى في ميلانو صباح الجمعة الماضي لقاء موسع جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني بترو بوروشينكو، وعددًا من أبرز القادة الأوروبيين لمناقشة "الخلافات" بين كييف وموسكو وبروكسل. وترى صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أنه إذا كان الاتحاد الأوروبي، الذي يطمح إلى تحقيق تقدم سريع سعى إلى التقليل من حدة الخلافات، فإن الكرملين لم يتردد في كشفها، فقد انتقد المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، وجود بعض المشاركين بالمفاوضات ممن ليست لديهم رغبة في تفهم الوضع الحقيقي في جنوب شرقي أوكرانيا. وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن المفاوضات بالفعل صعبة ومليئة بالخلافات وعدم التفاهم، إلا أنها تجري. من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن اجتماعه مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، وزعماء الاتحاد الأوروبي كان إيجابيا، ورغم ذلك أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه بعد شهر ونصف من توقيعها، لا تزال اتفاقيات مينسك تخضع لتفسيرات، فوقف إطلاق النار لم يتم احترامه، حيث قتل ثلاثة جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي، كما لا تزال الطائرات بدون طيار الروسية الأوكرانية، التي من المقرر أن تراقب تنفيذ الهدنة، لم يتم إرسالها على الرغم من أن "الاتفاق من حيث المبدأ" تم انهاؤه كي تدخل موسكو ضمن هذه العملية. وخلال الاجتماع، نفى زعيم الكرملين أن تكون هناك أي نية من جانب بلاده في إنشاء "صراع مجمد" في منطقة دونباس. ووفقًا لديفيد كاميرون، فإن الرئيس الروسي رفض مبدأ تقسيم أوكرانيا، وهو تصريح يتناقض مع الواقع على الأرض حيث يظل الوضع متوترًا للغاية. ولا يزال مطار دونيتسك مسرحًا للقتال العنيف، ففي ثلاثة أحياء على الأقل من عاصمة دونباس، لم يتوقف القصف تقريبًا. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى قيام بوتين بعدة إجراءات تهدف إلى التهدئة خلال الفترة الأخيرة، حيث صمت أولا عن الضربات الجوية التي شنتها الطائرات الأمريكية ضد داعش في سوريا، كما أمر قواته بالعودة إلى ثكناتها والتراجع عن الحدود الأوكرانية، فضلا عن تبادل المعلومات مع الجانب الأمريكي عن تنظيم داعش ومحاربة التهديد الإرهابي معًا.