تدور الشبهات وتكاثرت التكهنات بما يتعلق بالمحاولات لبيع شركة بسكو مصر، خمس عروض دولية ومحلية قدمت لشراء الشركة ومازال مصيرها مجهول حتى اليوم، والعمال الاربعة الاف في مهب الريح لا يدرون إن سيكون لهم عمل في شركة مصرية عريقة. رغم وجود عروض من شركات إقليمية ذات الصيت الجيد. ومع دخول شركة أجنبية غير المعادلة ويطرح خيارات قاسية ونوايا مشبوهة. فشركة كلوقز العالمية قامت مؤخرا بإقفال مصنع لها في أمريكا وأعلنت عن اقفال مصنع آخر لها في بريطانيا. أما في مصر فتقرر شراء مصنع ينتج أصناف محلية، وهي لميسبق لها أن أنتجت أي صنف غير أصنافها العالمية، فهل الإستثناء الوحيد سيكون بسكو مصر، أم هناك حلقة مخفية؟ من المعروف أن شركة بسكو مصر تأسست عام 1957 ولها ثلاث مصانع في مناطق صناعية على أراض ممتازة، وقيمتها مرتفعة جداً. وهنا تقبع الحلقة المخفية، وبالوقت نفسه تفتح شهية كلوقز الساعية لشراء بسكو مصر. فقيمة الاراضى والمبانى ومواقعها الإستراتيجية تساوي نسبة كبيرة من قيمة الشركة، وهي ما تحاول كلوقز الحصول عليه ربما بالتعاون مع بعض مالكي الأسهم الراغبين في البيع للشركة الأمريكية. فكلما تقلصت أرباح الشركة، ربما لدرجة تحويلها لخسائر ليصبح شراء أراضى الشركة أقل كلفة، والتخلص من عمالها اسهل. وطبعا الضحية الكبرى لهذا التلاعب بالشركة وارباحها هم العمال المصريين، الحلقة الأضعف بين مالكي بسكو مصر، والمستثمر الأجنبي. فبالرغم من نمو السوق المصرية للبسكويت بنسبة 13% وهي نسبة أعلى من النمو العالمي في هذا القطاع، تتراجع أرباح الشركة بنسب خيالية. ما يثير الشبهات هو أن هذا الهبوط يناسب جدا إعلان شركة كلوقز إهتمامها بشراء بسكو مصر. رغم وجود عدد من العروض التي قدمت منذ العام الفائت من قبل مستثمرين إقليميين ومحليين ممتازين كشركة جهينة، وحلواني و شركة سافولا السعودية وشركة أبراج الإماراتية، إلا أن عروضها اما رفضت أو ما تزال تنتظر رداَ. وهذا ما يرجح الشبهات، فالشركة مرغوبة بناء على عدد العروض ونوعية الشركات التي تقدمت لشرائها ومنهم من تقدم قبل الهبوط الهائل هذا العام. فلماذا لم تسارع بسكو مصر بإتمام عملية البيع قبل هبوط القيمة أكثر، ولكي تستفيد من نمو السوق المصرية للبسكويت؟ تقدمت شركة جهينة أولا لشراء بسكو مصر، لكن عرضها رفض. وبعدها رفضت شركة الحلواني السعودية. ثم كانت عروض من مجموعة سافولا السعودية، وأبراج الإمارتية، وبعدها ظهرت مفاجئة شركة كلوقز الأمريكية. أبقيت عروض شركة سافولا وأبراج من دون إجابة حتى تم إستدراج الشركة الأمريكية. والمريب بالعرض الأمريكي هو أن الشركة الأمريكية قامت بتقديم عرض من مكتبها في الولاياتالمتحدة، وليس من فرعها في بريطانيا التي تقع مصر ضمن نطاقه. والأغرب أن الشركة الأمريكية لا تنتج سوى اصنافها العالمية ولا تتبنى انتاج أصناف محلية، ما يعني أنها أو تقوم بإسثتناء هائل من أجل بسكو مصر، أم إنها قد تنوي وقف كل إنتاج بسكو مصر وبيع أصول الشركة في أجزاء كما تفعل شركات عالمية عدة. حسب أحد الخبراء شركة كلوقز تستحوز على 24% تقريبا من السوق المصرية من الرقاقات القمح التي يتم تناولها للفطور، وبحصولها على أصناف بسكو مصر فإنها ستزيد نسبتها من السوق فقط ب 0.8%. فهل يا ترى تستحق تلك النسبة الضئيلة جدا أن تشتري كلوقز شركة بسكو مصر أم أن المبانى والاراضى، وبيع الشركة المصرية بأجزاء لتحقيق أرباح هي الهدف الحقيقي؟ وهل سيعيق ذلك ضياع آلاف فرص العمل من يد المصريين؟ ما تقوم به الشركات العالمية هو شراء الشركات المحلية والإستحواذ على ممتلكاتها، ثم تنقل المصانع الى مناطق نائية تفرض على العمال أن ينقلوا سكنهم وعائلاتهم ومدارس أطفالهم، أو يفرض عليهم اختيار الإستقالة. فتبيع الشركة الاراضى الثمينة لشركة بسكو مصر التي تم شرائها منذ 60 سنة وتحقق مكاسب خيالية. مواقع مراجع: http://www.bloomberg.com/news/2014-08-31/kellogg-seeks-to-buy-stake-in-egyptian-sweets-maker-bisco-misr.html http://www.ventures-africa.com/2014/09/kellogg-co-tenders-bid-for-51-stake-in-egypts-bisco-misr/ http://www.bakeryandsnacks.com/Manufacturers/Kellogg-bids-for-stake-in-BiscoMisr http://london.ctvnews.ca/kellogg-s-london-plant-to-close-fully-before-christmas-1.1960225 http://london.ctvnews.ca/anti-kellogg-campaign-by-u-s-union-features-london-workers-1.1735180 http://www.theglobeandmail.com/report-on-business/kellogg-to-close-london-ont-plant-next-year/article15840106/ http://www.wtvm.com/story/26128888/kelloggs-employees-learn-that-plant-will-be-winding-down http://www.popularresistance.org/kelloggs-delivers-memphis-a-slap-in-the-face