في الوقت الذي تزعم فيه الولاياتالمتحدة أنها تحارب الإرهاب وتخوض حربًا ضد تنظيم داعش، أصبح الواقع يكشف كذب هذا المخطط الذي يسعى لتدمير بعض الدول العربية، فتنظيم داعش في الأيام القليلة الماضية توسع في بعض الدول العربية، وأصبح أقوى مما كان قبل الإعلان عن توجيه ضربات عسكرية له. فقد سيطر التنظيم على مدينة "عين العرب" في سوريا، واقترب من السيطرة على مدينة الأنبار العراقية التي تعد محورًا استراتيجيًّا للتنظيم في حالة إتمام السيطرة عليها، حيث بها أحد أكبر السدود المائية في العراق، بجانب أن بها عددًا من مخازن الأسلحة. كما تعد المدينة البوابة الغربية للعاصمة العراقيةبغداد، حيث إن الأسلحة الثقيلة التي يمتلكها تنظيم داعش يصل مداها إلى مدينة بغداد؛ مما يهدد بسقوطها تحت يد داعش. بالإضافة إلى أنها ستساعد التنظيم في نقل الأسلحة والإمدادات من سوريا إلى العراق؛ لكون المدينة تقع على الحدود بين الدولتين. أما الوضع في ليبيا فلم يختلف كثيرً،ا فسقوط بنغازي في أيدي الجماعات المسلحة وسيطرتها على بعض مراكز تدريب الصاعقة توسع لتلك الجماعات التي تتبنى نفس الفكر. ومن جانبه قال اللواء نبيل أبو النجاة الخبير الاستراتيجي إن تنظيم داعش أصبح يتوغل في عدد من الدول العربية بشكل مخيف دون وجود حل للتصدي لهذا التنظيم الذي يحمل الإرهاب للشرق الأوسط والأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى أن الطريقة التي يتبعها التحالف الدولي في مواجهته لن تكون هي الحل، ولن تقضي على الإرهاب بالضرب بالطائرات فقط، ومواجهة الإرهاب تحتاج إلى وضع إستراتجية كاملة مبنية على كل الجوانب الاقتصادية والدينية والسياسية والعسكرية. ولفت اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري إلى أن السياسية الأمريكية لم تتغير منذ عقود، فهي من يساعد تلك التنظيمات المسلحة ويمدها بالإمكانيات والتدريبات لاستخدامها في أهدف معينة، وبعد ذلك تزعم الحرب على الإرهاب، وهذا تكرر مع القاعدة وطالبان. وأضاف مسلم أنه بسبب هذه السياسيات تم تدمير عدد من الدول العربية من بينها العراقوسوريا وليبيا واليمن، والدول العربية هي وحدها من يدفع ثمن هذه السياسيات التي تسعى لتدميرها.