لم يعد تنظيم داعش مجرد جماعات إرهابية تضم العشرات من العناصر المسلحة التي تتبني أفكارا متطرفة وتنفذ عمليات إجرامية ضد بعض الأهداف، لكن تطور الوضع ليصبح أشبه بجيش كامل يمتلك العديد من الأسلحة الثقيلة، بالإضافة إلي توفير المأوى في العديد من الدول العربية التي تعتبر بيئة خصبة لأفكارهم التكفيرية المبنية علي الصراعات الطائفية. ويزيد الوضع خطورة ما حدث خلال الأيام الماضية عقب سقوط بعض مخازن السلاح في بعض الدول العربية فى يد مسلحى داعش، من بينها الاستيلاء على مخزن سلاح بمدينة "درنة" فى ليبيا، بجانب الاستيلاء علي مركز لتدريب قوات الصاعقة، فضلا عن قرب سقوط مدينة بغداد العراقية فى يد التنظيم الإرهابى، ويتكرر الوضع في سوريا بعد محاولات دخول مدينة عين العرب. من جانبه، قال اللواء يسري قنديل، الخبير العسكري، إن التنظيمات المسلحة أصبحت تمثل الخطر الأكبر الذي يهدد العالم أجمع سواء علي المستوي الدولي أو علي المستوي العربي، مضيفا أنه بعد تشكيل تحالف دولي لمواجهة داعش، لن يكون الحل العسكري وحده كاف لمواجهة هذا الإرهاب. وطالب "قنديل" بضرورة تضافر كل الجهود لصد هذا العدوان الذي يهدد دول العالم باسم الدين الإسلامي الذي يستغله كمبرر للعنف، والإسلام منهم براء، لافتا إلى أن كل الأديان السماوية تدعو إلي السلام ونشر الأمن والحب بين البشرية، وليس كما يدعو هؤلاء المجرمين. وأوضح اللواء محمد بلال، قائد القوات المصرية بحرب الخليج، أن سقوط بعض مخازن السلاح في أيدي هذه التنظيمات الإرهابية أمر خطير ويعد تهديدا للأمن القوي في الشرق الأوسط أجمع؛ مطالبا بضرورة نزع هذه الأسلحة في أقرب فرصة. وأكد أن الاكتفاء بالمواجهة العسكرية فقط، أمر غير صحيح، وأن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون عبر أكثر من طريقة سواء سياسية أو اجتماعية أو دينية لتصحيح هذه المعتقدات الخاطئة التي يستغلون فيها مفاهيم كالجهاد والحرب باسم الدين ضد الكفار والصليبيين وغيرها من المصطلحات.