أعلن الجيش الأمريكي الاثنين انه استخدم للمرة الاولى مروحيات في العمليات التي ينفذها ضد تنظيم "داعش" المتطرف في العراق، في تطور يمثل تصعيدا في ادارة النزاع ويعرض الجنود الأمريكيين لخطر اكبر. وقالت القيادة العسكرية الامريكية الوسطى التي تغطي منطقة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى والمسؤولة عن الغارات الجوية ضد الجهاديين في العراقوسوريا، ان مروحيات شاركت في العمليات التي نفذت يومي الاحد والاثنين في العراق في الوقت الذي تواجه فيه القوات العراقية صعوبة في التصدي لجهاديي "داعش" في غرب البلاد. وقال الميجور كورتيس كيلوغ لوكالة فرانس برس ان المروحية "تتمتع بقدرات تحتاج اليها الحكومة العراقية. هذه القدرات كانت لازمة وقد تم توفيرها وهي تتناسب" مع الاهداف التي كان مطلوبا ضربها. وبالمقارنة مع المقاتلات والقاذفات، فان المروحيات الهجومية تحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة ادنى، ما يجعلها اكثر عرضة للنيران العدوة ويزيد بالتالي من مخاطر اصابة طاقمها. ومنذ بدأ التدخل العسكري الأمريكي ضد الجهاديين في العراق ثم في سوريا، والرئيس الامريكي باراك اوباما لا يفوت فرصة الا ويذكر فيها بانه لا يعتزم ارسال جنود إلى أرض الميدان. ولكن مشاركة مروحيات في العمليات الجارية ضد تنظيم "داعش" تطرح علامات استفهام حول مدى فعالية الغارات الجوية التي بدأت في العراق في 8 أغسطس وفي سوريا في سبتمبر. وقال مسؤول عسكري أمريكي طالبا عدم كشف هويته ان الاستعانة بالمروحيات هو "تطور طبيعي"، مشيرا إلى أن المروحيات التي استخدمت وهي على الارجح من طراز اباتشي، توفر مقدارا اكبر من المرونة بالمقارنة مع الطائرات "السريعة". لكنه اضاف "هي اكثر عرضة للخطر، هذا لا شك فيه". ولم توضح القيادة الوسطى الاماكن التي تدخلت فيها المروحيات في العراق، ولكنها اشارت الى تنفيذ ست غارات الاحد وثلاث الاثنين، بواسطة طائرات متنوعة (قاذفات ومقاتلات وطائرات بدون طيار ومروحيات). والاثنين شاركت المروحيات مع طائرات بدون طيار في شن ثلاث غارات اثنتان في الفلوجة والثالثة غرب الرمادي، بحسب القيادة الوسطى. ومع أن الغارات الجوية تحظى بدعم الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس الاميركي إلا أن بعض النواب من اليسار اثاروا تساؤلات حول امكان توسع نطاق المهمة مما سيتطلب مشاركة قوات برية. وقال المتحدث باسم النائبة باربرة لي لوكالة فرانس إن "عمليات المروحيات جزء من القلق الذي تثيره المشاركة العسكرية الأمريكية في الشرق الاوسط بما ان الشعب الأمريكي مل الحرب كما ان هذه العمليات لم يتم التناقش بشانها في الكونغرس ولم تحظ بترخيص منه". وأضاف المتحدث جيمس لويس أن لي أعربت منذ البدء "عن قلق شديد حول العمليات والمخاطر التي تنطوي عليها مشاركة مجندين ومجندات أمريكيين".