شهدت احتفالات نصر أكتوبر فارقاً كبيراً بين فترة الرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس عبد الفتاح السيسي من جميع الجوانب، فالحفلة التى أقامها مرسي فى استاد القاهرة كانت مختلفة من حيث الشكل والمضمون على الدولة المصرية، بداية من الحضور الذي كان محشوداً بأتوبيسات من جميع المحافظات لتأييد الرئيس لا الاحتفال بأعياد النصر، وكان أبرزهم عبود الزمر، ووصولاً لنوعية الحضور، حيث فوجئ الجميع بقيادات سلفية وجهادية ومتهمين فى اغتيالات الرئيس السادات من ضمن أبرز المتواجدين، كما حرص منظمو الحفلة على حضور جيهان السادات زوجة الرئيس الذي تم اغتياله أثناء نفس الاحتفالات بيد جهاديين متطرفين يجلس منهم أشخاص ضمن الاحتفالات، وكأن حضورهم هو إعادة اعتبار لهم. أما الحفلة التى أقامها الرئيس السيسي أمس الأول الخميس فى الكلية الحربية فكان هناك حرص شديد على إبراز دور الدول العربية التى ساعدت مصر فى حرب 73، كما رفعت أعلام كل من: السعودية والكويت والأردن والبحرين وتونس والجزائر وسوريا والسودان وغيرها، كما اشتركت قوات عسكرية رمزية من هذه الدول فى تقديم العرض العسكري الاحتفالي الذي أقيم، وتم إبراز دور الصاعقة المصرية ومدى قوتها وإسناد المهام الكبيرة لها، والعروض الأخرى لاستعراض أفرع القوات المسلحة وعروض موسيقية، وتم تسليط الضوء على قوات التدخل السريع التى تم تشكيلها مؤخراً حين كان السيسي وزيراً للدفاع، وانتهى الأمر بعرض جوي لطائرات إف 16، وكان الحضور في الحفل الذي أقامه السيسي هم قادة القوات المسلحة، ورئيس الوزراء، وعدد كبير من الوزراء، والشخصيات العامة مثل كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق، وشيخ الأزهر، والبابا تواضرس، وعمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية السابق، وآخرين. نوعية الخطاب الذي ألقاه كل رئيس أيضاً اختلفت بشكل كبير، فمرسي تحدث قليلاً عن مصر ونصر أكتوبر والقوات المسلحة، ثم استغل باقي الوقت الذي تعدى الساعتين في إلقاء خطاب يوضح مدى الجهد الذي يقوم به من خلال السفر إلى الخارج ومحاولات جلب الاستثمارات والقروض، كما قال إن قرض صندوق النقد الدولي والذي كانت مصر حينها تفاوض لاقتراضه والبالغ 4.8 مليار دولار لا يخالف الشريعة الإسلامية، وإنه لن يرضى أن يأكل الشعب المصري من الربا، كما حمل خطابه بعض جمل الوعيد والتهديد لمن وصفهم بمحاولي تصوير الأمور على غير حقيقتها وترويج الشائعات، ونفى أن يكون قد تلقى أي مقابل على سفره للخارج، سواء بدلات أو مكافئات، وقال إن رحلاته الخارجية جلبت لمصر قروضاً أجنبية بما يقارب ال 10 مليارات دولار، بينما هناك وعود من مستثمرين عرب وأجانب باستثمارات بما قيمته 10 مليارات دولار أخرى. أما خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي فكان مشابههاً كثيراً لخطابات قالها سابقاً، حيث أكد تفرد واختلاف الشعب المصري، وأرجع ذلك إلى أن بعض الشعوب المجاورة انزلقت فى مشاكل كبيرة، ولكن الشعب المصري توحد حين استشعر الخطر، وقال إن الشعب تحرك فى يناير لتغيير واقعه وخاض التجربة، ثم ثار مرة أخرى فى يونيو عندما شعر بالخطر على الوطن، كما أشار إلى يوم 26 يوليو، وهو اليوم الذي يعرف بيوم التفويض قائلاً "الشعب المصري نزل كله يفطر مع بعض ودي أول محطة تؤكد أن الشعب ده واعي لمصلحة بلده ومش هيسمح إنها تضيع، كما أن نزول المصريين بكثافة فى الدستور هو المحطة الثانية التى أكدت على وعي الشعب كما أن الحشود المصرية التى أتت أمام مقر الأممالمتحدة جعلته يشعر أن المصريين كلهم معه هناك، وهو ما أوصل رسالة للعالم أن الشعب المصري جنب الرئيس"، على حد وصفه. وفي لفتة غير متوقعة أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي التحية العسكرية للشعب المصري، وقال إن هذا الشعب صنع ملحمة وجمع الأموال لحفر قناة السويس الجديدة فى 7 أيام بدافع الوطنية، وأكد أنه من الممكن أن يتم تكرار التجربة فى مشروعات أخرى، كما أكد مشاركة الشباب فى بناء مصر الجديدة؛ لأن هذا حقهم، فهم الذين ستترك لهم مصر، ثم تحدث عن البرلمان القادم، وقال إنه سيكون برلمانًا استثنائيًّا؛ لأنه يأتي بعد دستور أعطى البرلمان صلاحيات واسعة، وأكد أنه خلال شهور قليلة ستتم الانتخابات البرلمانية، وناشد الإعلام عدم الإساءة لمن يسيئون لمصر، ثم وجه كلامه للدول العربية قائلاً "الوقت الحالي هو وقت التلاحم والتعاون".