في الوقت الذي تشهد الحركات السياسية فيه، موجة ثورية وسط معركة الأمعاء الخاوية، اعتراضًا على تكميم الأفواة بقانون التظاهر التى تصر الدولة على تطبيقه دون التفكير في مراجعته، يخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في اجتماعات الأممالمتحدة، قائلا: "لا توجد قيود أو حدود لحرية التعبير في مصر وأن هذا أمر نهائي لا رجعة فيه، وأن الحكومة لم تتدخل لوقف أحد البرامج الساخرة ولا لتكميم أفواه النشطاء". وعن ذلك قال مصطفى شوقى، عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة، إن تصريحات الرئيس السيسي عن الحريات في مصر مثير للضحك، ففى الوقت الذى يؤكد فيه السيسى على عدم وجود قيود على حرية التعبير فى مصر يقبع الآلاف من المعتقلين السياسيين خلف القضبان ومنهم العشرات من المضربين عن الطعام وكل طلبهم الإفراج عن هؤلاء، وإسقاط قانون فصل خصيصا لقمع حرية التعبير فى مصر. وأوضح "شوقي"أن هذه التصريحات جاءت لحفظ ماء الوجه أمام الأممالمتحدة، مشيرًا إلى أن المتأمل في سياسية السيسي منذ بداية حكمه يعلم أنه يدفن كل الأصوات التى تطالب بالحريات. فيما قال محمد فؤاد القيادي بحركة 6إبريل"الديمقراطية"، إن الحريات التى يتحدث عنها السيسي في الأممالمتحدة قد انتهكت منذ أن أصبحت الحريات العامة مقيدة بقانون التظاهر، مشيرًا إلى أن قانون التظاهر يمثل انتهاكا صارخا لكل الحريات وكل المواثيق الدولية والعهد الدولي لحقوق الإنسان والميثاق الدولي للحقوق السياسية والاقتصادية، بالاضافة إلى مخالفته للدستور. وأضاف"فؤاد" أن إطلاق يد الشرطة لاعتقال أي شخص أو حتى قتله دون حساب وإطلاق يدهم في التنكيل بالمحبوسين حتى تم رصد الكثير من حوادث القتل داخل السجون والاقسام نتيجة التعذيب دون رادع أو تدخل من السلطة التنفيذية وعلى رأسها السيسي، هو أوضح دليل على انتهاك الحريات. وتابع:" لقد شهد عصره أعلى نسبة اعتقال وتنكيل بالصحفيين ووضع قيود على حريات الاعلام وآخرها ما حدث من منع برنامج هالة فهمي من العرض في التليفزيون الرسمي وتحويلها للتحقيق لمجرد استضافتها لشخصيه معارضة". وأضاف"مع ذلك هناك انتشار للتخوين والخطاب الذى يحض على الكراهية في كافة وسائل الاعلام كل تلك انتهاكات صارخه لحقوق الانسان لم تحدث في اي عصر آخر بالإضافة إلى العديد والعديد من الانتهاكات الاخرى". من جانبه، انتقد محمود فرج، القيادي بشباب الثورة تصريحات السيسي، بأن مصرلا يوجد بها تكميم أفواه، مشيرًا إلى أن الأممالمتحدة تدرك جيدًا أنه يكذب وأن الأعداد التى توجد بالسجون وتم توثيقها من قبل المراكز الحقوقية أكبر دليل على وجود القمع .