«زنزانتي لو أضيق أنا من ورا السجان.. في العتمة بتشعلق حتى على الدخان.. وأغني بدموعي لضحكة الأوطان»، كلمات آخر رسالة ل«محمد سلطان» الذى ألقى القبض عليه يوم 27 أغسطس 2013، والمضرب عن الطعام منذ 237 يوماً، فقد 45 كيلو من وزنه، وحياته أصبحت فى خطر، خاصة بعد التدهور الشديد فى حالته الصحية مما تسبب فى نقلة إلى العناية المركزة مؤخراً. محمد صلاح سلطان، 26 عاما، مصري الأصل وأمريكي الجنسية، خريج جامعة ولاية أوهايو بكالوريوس علوم اقتصادية، مدير التطوير المؤسسي في شركة خدمات بترولية سابقًا، ترك عمله من أمريكا وجاء مصر في شهر مارس 2013 لرعاية والدته التي أصيبت بالسرطان مؤخراً، وأخيه المريض أيضا، قضى فى مصر عامين منهم 9 أشهر حر والباقى خلف أسوار الزنازين، ألقى القبض عليه بعدما اقتحمت الشرطة منزله يوم 27 أغسطس للقبض علي والده، ولكن لم يجدوه، فتم اقتياده وأصدقائه بدلا من والده. يعد "سلطان" أول من استخدام معركة الأمعاء الخاوية فى نضاله؛ بعد استمرار حبسه الاحتياطى دون وجود سبب حقيقى، فقد بدأ إضرابه منذ 26 يناير الماضى بمعدل 237 يوماً، مما أدى إلى تدهور حاد في صحته، وحياته الآن في خطر بعد أن تم نقله إلى العناية المركزة. قالت سارة محمد، إحدى قريباته، إن آخر رسالة وصلت من محمد سلطان عبر مسئول في الداخلية «يا إما تفك الإضراب وتريح نفسك.. يا تبطل تشرب مية وتموت»، مضيفة أن "سلطان" أضرب عن الطعام بسبب مرض أمه وأخوه المريض، وأن اخته الصغيرة في حاجة لمن يرعاهم صحياً واجتماعياً، مؤكدة لا ينتمى لأى نشاط حزبي أو سياسي. من جانبه، أوضح خالد عبد الحميد، المتحدث الإعلامى لحملتى الحرية للجدعان وجبنا آخرنا، أن محمد سلطان أقدم مضرب عن الطعام فى زنازين النظام، وأن حالته أصبحت فى خطر حقيقى، مؤكدا أن هناك تجاهلا من السلطة الحالية، وكأنها القضاء على حياته. وأضاف أن حملة الحرية للجدعان، ناشدت المواطنين المتضامنين مع المعتقلين بإرسال عدد من التليغرافات للنائب العام تحت شعار "انقذوه قبل أن تفقدوه" مساء السبت 20 سبتمبر وصباح الأحد 21 سبتمبر، لافتا إلى إرسال تليغراف لمحكمة الاستئناف – مكتب المستشار محمد ناجي شحاتة رئيس دائرة 5 جيزة جنايات؛ للمطالبة بسرعة إخلاء سبيل محمد صلاح سلطان، المحبوس احتياطيا على ذمة قضية غرفة عمليات رابعة منذ 25 أغسطس 2013 والمضرب عن الطعام منذ 26 يناير 2014 مما أدى إلى تدهور صحته. من ناحية أخرى، طالبت حملة الحرية للجدعان ومركز النديم للتأهيل النفسى، السلطات بسرعة الإفراج عن محمد سلطان؛ لتدهور صحته، مناشدين جميع المؤسسات الحقوقية والمتضامنين معه بإرسال استغاثات عبر الفاكس والبريد الإلكترونى للمجلس القومى لحقوق الإنسان، والنائب العام، ووزارة العدل؛ لمطالبة بالإفراج الصحى عنه، تحميلهم المسؤولية كاملة فى حالة وفاته.