صورة لمقابر الوقف السني ببيروت لازال لبنان يعيش في الفوضي السياسية التي لا تمكن حتي الآن من اختيار رئيس جديد يمارس سلطاته، ويعطي الشكل المكتمل للدولة الحقيقية، الاختلافات البينة بين تحالف 8 آذار الداعم للمقاومة واستقلال لبنان وتحالف14 آذار التابع لأمريكا الخادم للسعودية تنذر بامتداد هذه الفوضي إلي عهد غير قريب، قلق من داعش علي الحدود اللبنانية السورية، غلاء كالعادة واختفاء الخدمات الأساسية تنذر بفوضي تفوق الفوضي الحالية، إلا أنه في النهاية يموت الفرد ويدفن علي حب لبنان. صورة من داخل روضة الشهداء ببيروت هكذا استطاع الموت أن يفعل ما لم تفعله الحياة في لبنان، قبور جديدة تحمل أجساد شبان، لم تستطع الحياة إلا أن تهدي لهم الشهادة، ولكن الروضة لم تعد تحتمل كل هذه الأجساد الطاهرة، فتسلمتهم روضة الحوراء. الروضة الجديدة المسماة بروضة الحوراء زينب، احتضنت أجساد شهداء تفجير السفارة الإيرانية بلبنان، وشباب استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي في حفظ حدود لبنان، وغيرهم استشهدوا في أماكن أخري حماية لإخوانهم وأهاليهم وكل من هو لبناني، وما هو لبناني. صورة لمدخل روضة الحوراء الجديدة الأماكن المواجهة والقريبة من روضة الشهيدين كلها ممتلئة لا تحتمل بناءً جديدا، ولا يمكن هدم مبني من أجل بناء المدفن الجديد، الشهداء يتزايدون والوقت يمر، فتقرر البحث في الشوارع القريبة من الروضة، لم يستغرق البحث طويلا، ففي الشارع الموازي لروضة الشهيدين يوجد مدافن الأوقاف السنية، ويتواجد أمامها أرض فضاء للبيع وتم شراء الأرض وبناء المدافن عليها، وأطلق عليها روضة الحوراء زينب تيمنا باسم السيدة زينب بنت علي رضي الله عنها. بدأ بناء الروضة بحفر قبور الشهداء أولا لترتاح أجسادهم في الأرض التي استشهدوا من أجلها، وتطل الآن قبور أجساد الروضة الشيعية علي قبور أجساد الوقف السني متفقين علي الفداء لأرض واحدة، يضع الزرع علي قبورهم نفس الرجل الذي لم يعرف اسمه ولا يعرف أسني هو أم شيعي، منتظرين يوما يتفق فيه الأحياء مثلما اتفق الأموات. صورة لمدخل مقابر الوقف السني ببيروت