اشتعل الغضب من جديد داخل الكونجرس الأمريكي، وسيطرت حالة من الذعر على الغرب بعد إذاعة خبر ذبح تنظيم داعش لصحفي أمريكي ثان يدعى ستيفن سوتلوف، وطالب الكونجرس بالتصويت لمنحه صلاحية أكبر في الحرب على هذا التنظيم الإرهابي، كما انتقد الكونجرس موقف الإدارة الأمريكية، واصفا إياه بأن له خطة غير واضحة وغير مكتملة لمواجهة داعش في سورياوالعراق. أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بأن بلاده ليس لديها بعد استراتيجية واضحة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، انتقادات واسعة لدى أوساط الجمهوريين الذين ينتقدون سياسات أوباما، في الشرق الأوسط، فلم يتأخروا في التعليق والرد على تصريحات الأخير، قائلين: لقد قلنا سابقا إنه لا يملك استراتيجية إزاء ما يجري هناك، والآن هو يؤكد ذلك. رغم استبعاد تصويت الجمهوريين والديمقراطيين على إعطاء أوباما، الضوء الأخضر لتوجيه ضربات موسعة ضد تنظيم داعش في كل من العراقوسوريا، بسبب إحجام الجمهوريين بصفة عامة عن التصديق على مبادرات أوباما السياسية، في حين يخشى عدد كبير من الديمقراطيين أن تتورط الولاياتالمتحدة في أي عمل عسكري خارجي بعد حربي العراق وأفغانستان اللتين استمرتا أكثر من عقد، إلا أن خبر ذبح صحفي أمريكي ثان قد يشكل ضغوطا جديدة على إدارة أوباما، فيتخذها الأخير كذريعة للتدخل في سوريا، خاصة بعد توجيه سوريا تحذيرا للإدارة الأمريكية بألا تمدد ضرباتها الجوية ضد داعش إلى داخل سوريا. على صعيد متصل، يرى الديمقراطيون الذين يؤيدون دائما قرارات أوباما، أن داعش لم تعد مشكلة عراقية فقط، فمقتل الصحفيين الأمريكيين جعل من هذا التنظيم التكفيري موضوعا يهم كل الأمريكيين وينبغي التحرك ضد هؤلاء الإرهابيين وملاحقتهم في العراقوسوريا. وقالت إذاعة فرنسا الدولية، إنه بعد مقتل الصحفيين ستيفن سوتلوف، وجيمس فولي، صار البيت الأبيض تحت ضغط ضرورة إعلان خياراته بواسطة مسؤولين من جميع الأطراف، وقد أوضح أعضاء الإدارة الأمريكية أنه سيتم فعل كل شيء لمعاقبة المجرمين، وتوضح الصحيفة أن 1100 جندي صاروا الآن في أرض المعركة، كما تم شن أكثر من 120 غارة ضد داعش لمنع تقدمها في العراق، لافتة إلى أن سوريا صارت المرحلة التالية، ولكن تحت أي ظروف ومتى؟، فأجهزة الاستخبارات تجمع معلومات منذ عدة أسابيع حول الأهداف المحتملة. ترى الإذاعة الفرنسية أن البيت الأبيض يأمل في الحصول على الضوء الأخضر من المجتمع الدولي من ناحية، وموافقة الكونجرس من ناحية أخرى، وذلك حتى لا يجد نفسه في مأزق إدارة بوش الابن، حيث إن الطريق ضيق أمام أوباما، الذي لا يرغب في التدخل إلا فيما يعتقد أنه وضع سيء، ولكنه ينبغي عليه طمأنة الأمريكيين وتحسين صورته قبل نهاية ولايته الأخيرة. أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فقد رأت تهديدات داعش بقطع رؤوس الرهائن، تمثل ضغطًا جديدًا على إدارة أوباما، في الوقت الذي تدرس فيه الإدارة كيفية الرد على التنظيم، وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة شنت أكثر من 100 ضربة جوية ضد مقاتلي التنظيم الإرهابي في العراق خلال الشهر الماضي، منذ أن توسع التنظيم وسيطر على الأراضي هناك، وعلى الرغم من ذلك تجنبت الإدارة الأمريكية التورط عسكريا في سوريا.